لعبت هاشمُ بالملكِ فلا |
|
خبرٌ جاءَ ولا وحي نزل(١) |
هذا هو المروق من الدين وقول مَنْ لا يرجع إلى الله وإلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله. ثمّ من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله مع موقعه من رسول الله صلىاللهعليهوآله ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل وشهادة رسول الله له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة. نعم عمل كلّ ذلك اجتراءً على الله وكفراً بدينه وعداوةً لرسوله ومجاهدةً لعترته واستهانةً بحرمته فكأنّما يقتل به وبأهل بيته قوماً من كفّار أهل الترك والديلم لا يخاف من الله نقمةً ولا يرقب منه سطوةً فبتر الله عمره واجتثَّ أصله وفرعه وسلبه ما تحت يده وأعدَّ له من عذابه وعقوبته ما استحقه بمعصيته (٢).
ولكن الحسين عليهالسلام بتلك الدماء الزاكية زلزل عروش الظالمين وهدم طغيانهم ورست قواعد الدين الحنيف حتّى يومنا هذا وكلّ ما عندنا من إسلام ومسلمين بفضل تضحية وبطولة الإمام الحسين عليهالسلام وأصبح الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء. وهذا ما أكّده وأجمع عليه روَّاد الفكر وحملة العلم في أرجاء المعمورة حتّى قال رئيس جامع الأزهر الشيخ محمّد عبده : لولا الحسين لما بقي لهذا الدين من أثر. إضافة إلى انعدام الرؤية
____________________
(١) ينابيع المودّة : ٣٧٩ ؛ تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٦٢٣.
(٢) تاريخ الطبري : ج ١١ ص ٣٥٨.