الواضحة في تمييز الحقّ فثورة الحسين هي السبب في بقاء الدين حيث وقف عليهالسلام أمام أئمّة الفسق والجور والفساد في أرجاء العالم الإسلامي الذين عاثوا في الأرض فساداً أمثال يزيد بن معاوية المتكبِّر الخميِّر صاحب الديوك والفهود والقرود وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والوعيد والإخافة والتهديد والرهبة.
فلا يُلام الشيعة الإماميّة ـ أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ـ بتعظيمهم الشعائر الحسينيّة في أيام عاشوراء كإقامة المراسم التي تُذكِّرنا بثورة الحسين عليهالسلام.
ونرى في مقابل ذلك كتب معاوية إلى سائر الأمصار طالباً منهم أن يفدوا عليه ليرى رأيهم في بيعة يزيد وممّن حضر يزيد بن المقُفّع قام فقال : أمير المؤمنين هذا ـ وأشار إلى معاوية ـ فإن هلك فهذا ـ وأشار إلى يزيد ـ فمَنْ أبى فهذا ـ وأشار إلى سيفه. فقال معاوية : اجلس فأنت سيد الخطباء(١).
كتب يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة في صحيفة صغيرة كأنّها أُذن فأرة : أمّا بعد فخذ الحسين بن علي وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطّاب أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة فمَنْ أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه (٢).
وكتب الحرّ إلى ابن زياد يعلمه بنزول الحسين عليهالسلام بأرض كربلاء :
____________________
(١) العقد الفريد : ج ٤ ص ٣٣٨.
(٢) كتاب الفتوح : ج ٥ ص ١٠.