ونقل لي عندما كنت في لبنان عن بولس سلامه صاحب ملحمة الغدير عن طريق ولده بأنّ والده عندما كان يقرأ واقعة الطفّ كانت دموعه تسيل على خدّه مع أنّه مسيحي وعالم المكتبات مليء بكتب تتحدّث عن شخصية الإمام الحسين عليهالسلام وثورته التي جاءت لخلاص الإنسان من عبودية الطغاة إلى عبودية الله تعالى.
وشتان بين الشجرتين : شجرة طيِّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وشجرة خبيثة أُجتثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار. وما أبعد ما بين الشجرتين : شجرة مباركة زيتونة والشجرة الملعونة في القرآن : (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ) (١) بتأويل من النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله بلا اختلاف بين اثنين في أنّهم (بنو أميَّة) هم المراد من الشجرة الملعونة كما ورد ذلك في كتب الحديث والتاريخ(٢).
وعن سعيد بن المسيب قال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله بني اُميّة على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله إليه : إنّما هي دنيا أعطوها. فقرّت عينه وهي قوله : (ومَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ) (٣) يعني بلاء للناس(٤).
____________________
(١) سورة الإسراء : الآية ٦٠.
(٢) التسهيل لعلوم التنزيل : ج ٢ ص ١٧٤ ، الكشاف : ج ٢ ص ٤٥٥ ؛ الدر المنثور : ج ٥ ص ٣٠٩ ـ ٣١٠ ؛ تفسير البيضاوي : ج ١ ص ٥٧٥ ؛ مسند الإمام أحمد بن حنبل : ج ٢ ص ٥٢٢ ؛ مجمع الزوائد : ج ٥ ص ٢٤٠ ؛ الخلفاء الراشدون : ص ٢٠٩ ـ ٢١٠.
(٣) سورة الإسراء : الاية ٦٠.
(٤) تاريخ مدينة دمشق : ج ٥٧ ص ٢٦٦ ح ١١٩٨٩ ؛ شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٤٥٧.