قال فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله أمام القوم وحسين مع الغلمان يلعب فأراد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يأخذه فطفق الصبي يفرّ هاهنا مرّة وهاهنا مرّة فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يضاحكه حتّى أخذه. قال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأُخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبّله فقال : «حُسينٌ منّي وأنا من حُسين أحَبَّ اللهُ من أحَبَّ حُسَيناً حُسينٌ سبط من الأسباط» (١).
عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله جائعاً لا يقدر على ما يأكل فقال لي : «هات ردائي». فقلت : أين تريد؟ قال : «إلى فاطمة ابنتي فأنظر إلى الحسن والحسين فيذهب ما بي من جوع». فخرج حتّى دخل على فاطمة فقال : «يا فاطمة أين ابناي؟». فقالت : «يا رسول الله خرجا من الجوع وهما يبكيان». فخرج النبي صلىاللهعليهوآله في طلبهما فرأى أبا الدرداء فقال : «يا عويمر هل رأيت ابنَيّ؟». قال : نعم يا رسول الله هما نائمان تحت ظِلّ حائط بني جدعان. فانطلق النبي صلىاللهعليهوآله فضمّهما وهما يبكيان وهو يمسح الدموع عنهما فقال له أبو الدرداء : دعني أحملهما. فقال : «يا أبا الدرداء دعني امسح الدموع
____________________
(١) سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٥٨ ح ٣٧٧٥ ؛ مسند الإمام أحمد بن حنبل : ج ٢٩ ص ١٠٢ ح ١٧٥٦١ ؛ تهذيب التهذيب : ج ٢ ص ٣٤٦ ؛ المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ١٧٧ ـ كتاب معرفة الصحابة ؛ كنزل العمال : ج ١٢ ص ١٢٩ رقم ٣٤٣٢٨ ، ص ١١٥ ح ٣٤٢٦٤ ؛ مقتل الحسين للخوارزمي : ج ١ ص ١٤٦ ؛ الصواعق المحرقة : ص ١٩٢ ؛ ينابيع المودّة : ص ٢٦٤ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٣١ ؛ تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤٠٢ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٥٨٣ ؛ نور الأبصار : ص ٢٢٠ ؛ كتاب التاريخ الكبير : ج ٨ ص ٤١٤ ح ٣٥٣٦ ، باب يعلى ؛ فرائد السمطين : ج ٢ ص ١٣٠ ح ٤٢٩.