عنهما فو الذي بعثني نبيّاً لو قطرت قطرة في الأرض لبقيت المجاعة في أُمّتي إلى يوم القيامة».
ثمّ حملهما وهما يبكيان وهو يبكي فجاء جبرئيل فقال : السلام عليك يا محمّد ربّ العزّة يقرئك السلام ويقول : ما هذا الجزع؟ فقال : «يا جبرئيل ما أبكي من جزع بل أبكي من ذلّ الدنيا».
فقال جبرئيل : إنّ الله تعالى يقول : أيسرّك أن أُحوّل لك أُحداً ذهباً ولا ينقص لك ممّا عندي شيء؟ قال : «لا». قال : لِمَ؟ قال : «لأنّ الله لم يحبّ الدنيا ولو أحبّها لما جعل للكافر أكلة». فقال جبرئيل : يا محمّد ادعُ بالجفنة المنكوسة التي في ناحية البيت. فدعا بها فلمّا حملت إذا فيها ثريد ولحم كثير فقال : كل يا محمّد وأطعم ابنيك وأهل بيتك. قالت : فأكلوا وشبعوا ... (١).
____________________
(١) مقتل الحسين للخوارزمي : ج ١ ص ١٢٩.