وبعد ان اعدم الشاه عباس بكراً لتصرفه المزدوج احتفل بعودة العتبات المقدسة في العراق إلى سلطة فارس بهدم المسجد الذي بناه السلطان سليمان الاول على مرقد ابي حنفية. وعمد إلى ممارسة اضطهاد شديد ضد السنة القاطنين في بغداد انتقاماً لليلة سان بارثلميو (١) التي نظمها السلطان سليم الاول ضد الشيعة (٢). وقرر الشاه عباس بعد ان ترسخت اركان حكمه في بغداد ان يعاقب علي باشا على رفضة للانتقال إلى جانب فارس فكتب إلى حاكم شيراز امام قلي خان يأمره بالتحرك نحو البصرة ، فدخل هذا بقواته في ممتلكات سياب عام ١٦٢٤م ولكنه لم يستطيع الاقتراب من البصرة بسبب كثافة النيران التي فتحتها السفن البرتغالية المتواجدة في شط العرب ، ولهذا فقد اقتصرت كل العمليات العسكرية التي قام بها الفرس على محاصرة حصن قبان أو كبان الواقع على الحدود وفي السنة الثالثة أي في ١٦٢٥م احتل امام قلي خان هذا الحويزة واقصى الشيخ مبارك الذي اعبر خائناً بسبب صداقته مع سياب وسار من هناك نحو البصرة ولكن هجومه فشل في هذه المرة ايضاً لانه صد بحزم من جانب البرتغاليين (٣) ولكي يصدم هجوم الفرس المتقدمين من ناحية بغداد لجأ علي باشا إلى طريقة عراقية صرفة للدفاع الذاتي وهي انه امر بتخريب
__________________
(١) ص ٦٥ من هذا الكتاب.
(٢) Ritter OP. Cit, T. VIIAbt. IIS. ٧٩٤.
(٣) الحقيقة ان كل مافعله البرتغاليون هو انهم اعاروا علي باشا خمس سفن مسلحة «بعد دفع لهم ما ارادوا» و «تعالت اصوات الوطنية فيها وجند اشراف البلد القوات المتطوعة ...» على ما يقوله لونكريك : انظر : ستيفن همسلي لونكريك ، اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، نقله إلى العربية جعفر خياط ، بغداد ١٩٦٨ ، ص ١٣٢. (المترجم).