كان بمقدور علي باشا ان يأمل بالحصول على اسناد فعال من جانب السفن الحربية البرتغالية المتوجدة باستمرار في مياه البصرة لحماية مركزهم التجاري (١) وسفنهم التجارية. ولكي يحمي البصرة من الغزو الفارسي من جهة الشمال استجاب علي باشا لنصيحة البرتغاليين وانشأ تحت قيادتهم تحصينات قوية في القرنة الواقعة عند التقاء نهري دجلة والفرات وبنى هناك حصناً يعتبر من الطراز الاول حسب مقاييس ذلك العصر.
وانتشرت في هذه الاثناء وبسرعة انتفاضة والي ارضوم اباظة باشا الذي كان يعمل باسناد من فارس ، فشملت جميع اسيا الصغرى وسهلت للشاه عباس كثيراً خططه في الاستيلاء على العراق لانها جذبت انتباه الباب العالي عن ذلك البلد. وبالاضافة إلى ذلك كان القدر نفسه إلى جانب الشاه عباس في هذه القضية فلقد ثار في ١٦٢٣م ضد الاتراك الامير الحلي بكر (٢) الذي كان يريد من الدولة العثمانية ان تعترف له بوضع شبه مستقل على غرار آل سياب في البصرة لكنه جوبه بالرفض وعندما اقترب من بغداد جيش يقوده والي ديار بكر بادر بكر إلى الانتقال إلى صف الشاه عباس الذي كان قد قرر ان يسبق العثمانيين فسار حثيثاً باتجاه عاصمة العباسيين السابقة واستولى عليها على الرغم من المقاومة اليائسة التي ابداها بكر الذي عاد مرة اخرى فاظهر اخلاصة للسلطان بعد ان اقر الباب العالي به والياً على بغداد (٣).
__________________
(١) لم يكن للبرتغاليين على ما نعلم مركز تجاري في البصرة (المترجم).
(٢) يقصد بكر صوباشي (المترجم).
(٣) De Hammer, OP. Cit, II, PP. ٣٩٩ - ٤٠٤.