التي كانت تدخل ضمن اراضي الدولة الفارسية. اما عن الدولة العثمانية فلقد تصرف سياب الاول في تنفيذ الخط الذي رسمه تجاهها بمهارة كبيرة بحيث لم يلبث الباب العالي ان اقر ابنه علياً خلفاً له في منصب عامل البصرة ومنحه لقب باشا.
لقد وجد امير البصرة نفسه في الحال في وضع صعب حيث تحتم عليه ان يختار بين المحافظة على اخلاصه للسلطان وبين الانتقال إلى جانب الشاه. فالشاه عباس الذي قرر ان يستغل حالة الضعف الشامل الذي كانت تعاني منه الدولة العثمانية اخذ يفكر باعادة العراق المجاورة بمدنه المقدسة إلى سلطة فارس. ولكي يضمن الشاه الناجح لهذا المشروع فكر بان يبدأ باخضاع جنوب العراق فدخل لهذا الغرض في مفاوضات مع عامل البصرة شبه المستقل واعداً اياه بتوسيع حقوقه اذا اعترف بسيادة فارس. لكن وعود الشاه المغرية التي تضمنت جعل ولاية البصرة وراثية في اسرة سياب وعدم مطالبتهم باية ضرائب وعدم التدخل في شؤون الحكم لم تضعف ولاء امير البصرة الجديد علي باشا للسلطان فقد رفض بحزم الخضوع لفارس. ومما يفسر هذا الرفض القاطع من جانب ابن سياب الذي لم يكن يأمل بالمساندة من جانب الباب العالي لانشغاله بانقاذ الدولة نفسها من الانهيار التام ، انه وجد في شخص البرتغاليين حلفاء مخلصين ضد الفرس ، فالبرتغاليون الذين كان الشاه عباس قد طردهم بمساعدة اسطول شركة الهند الشرقية الانجليزية في ١٦٢٢ م أي قبل هذه الاحداث بقليل من جزيرة هرمز ، نقلوا نشاطهم التجاري إلى البصرة حيث وافقوا عن طيب خاطر على حمايتها من تطاولات الشاه لان استيلاء عدوهم هذا على جنوب العراق سيؤدي إلى افلاس التجارة البرتغالية في الخليج العربي افلاساً تاماً لصالح منافسيهم التجاريين - الانجليز. وهكذا