لم يجد سياب صعوبة كبيرة في الحصول على اقرار السلطان له في منصب عامل البصرة وفي ان يصبح حاكماً عربياً شبه مستقل عن الباب العالي.
وقد ساعدت المدخولات الكبرى تقوية سلطته بدرجة لايستهان بها وكانت هذه المدخولات تتألف من الضريبة الكمركية التي بلغت انذاك عدة ملايين ليفر (١) وذلك بفضل السياسة التجارية الحكيمة التي انتخبها سياب اولال وخلفاؤه فقد اسبغوا حمايتهم على البرتغاليين اولاً ومن ثم على الهولنديين والانجليز والهنود الذين كانوا يجلبون إلى البصرة التوابل والاقمشة وغيرها من منتجات الهند لبيعها إلى تجار الشرق الادنى الذين كانوا يتوافدون إلى هناك ، وكذلك من ايراد الضربية المفروضة على تصدير التمور والخيول العربية والجمال ، واخيراً من الارباح الكبيرة التي تدرها دار اعادة سك النقود وهي دار كان يعاد فيها سك كل ما يجنيه الاجانب من نقود ويجري تحويلها إلى قروش (٢). وقد استطاع امراء البصرة وهو اللقب الذي كان يطلقه الاهالي على آل سياب ، بفضل ما كان بحوزتهم من مبالغ نقدية طائلة ان يمتلكوا قوات مرتزقة كثيرة العدد تمكنوا بواسطتها لامن المحافظة على الهدوء والنظام في المنطقة الخاضعة لهم فقط بل وقمع أي عصيان أو انتفاضة وهي بعد في مهدها ايضاً. كان آل سياب في توثيقهم لعلاقات الصداقة مع الاوربيين يهدفون بالدرجة الاولى إلى تحقيق اهداف اقتصادية ولكنهم لم يسقطوا من حساباتهم ايضاً المصالح السياسة التي من اجلها كانوا يسعون لان يعيشوا بسلام ووفاق مع شيوخ الحويزة المجاورة
__________________
(١) انظر هامشنا عن الليفر في الصفحة ٢٠٦ من الجزء الاول من هذا الكتاب. (المترجم).
(٢) Kitter, OP. Cit. T.VII, S. ١٠٣٤ - ٣٥