وهو اخو الوزير (١) إلى البصرة وطلبوا من ولاة ديار بكر والموصل وشهروز مساعدته ضد الثوار. وعندما سمع الشيخ مانع بتقدم القوات العثمانية قام بتخريب جميع السدود فتحولت المنطقة المتاخمة لمجرى الفرات الجنوبي باكمله بسبب ذلك إلى مستنقع كبير لايمكن اجتيازه الامر الذي ادى إلى ان يجابه خليل باشا صعوبات كبيرة في الوصول إلى البصرة كما انه لم يستطيع الصمود هناك طويلاً لان الاهالي غضبوا عليه بسبب دسائس الشيخ مانع وطردوه من المدينة في ١٦٩٤ م ، ثم اعلن شيخ المنتفق حاكماً ودخل البصرة بشكل مهيب.
ولم ينتهج الشيخ مانع وقد استقر في المنصب الذي كان يشغله في يوم ما آل سياب ، سياستهم الحكيمة القائمة على الاحتفاظ بعلاقاة ودية مع شيوخ الحويزة بل على العكس ، دفعه طموحه الشديد لان يوسع سلطته بحيث تشمل ممتلكات جيرانه هؤلاء. ولم يقدر الشيخ مانع قوة الشيخ فرج الله (٢) الحاكم هناك فارسل له فصيلاً صغيراً من جماعته المنتفقين لكن عرب الحويزة تمكنوا من هزمهم شر هزيمة. لقد ادى هذا الانحدار إلى ان تقع قلعة القرنة بيد الشيخ فرج الله كما انه قلص لدرجة كبيرة من هيبة الشيخ مانع في البصرة حيث لم يلبث ان تكون فيها حزب معاد له. لكن شيخ الحويزة خشي من ان ينحاز الشيخ مانع بعد ان تغلب عليه إلى العثمانيين للقيام بهجوم مشترك ضده ، لهذا قرر ان يسبق خصمه في هذا المجال فقام في ١٦٩٧م بتسليم القرنة طوعاً إلى فصيل من الانكشارية كان
__________________
(١) الوزير خليل باشا هو اخو احمد باشا البازركان والي بغداد وليس اخو احمد باشا القتيل. (المترجم).
(٢) هو المولى فرج الله من المشعشعين. (المترجم).