العربية هناك. لقد بدأت القضية بنزاع بسيط قام حول اختيار خلف لشريف مكة احمد بن زيد الذي كان قد توفي قبل ذلك بسنة حيث كانت القبائل العربية المحلية باجمعها تريد ان يعين بدلاً منه شخص يدعى سعيد ابن الشريف سعد غير ان الباب العالي لم يوافق على تعيين المرشح العربي في منصب حاجب الكعبة المقدسة وعين بدلاً منه شخصاً اخر من قبله ينتمي إلى الحزب المعادي للمرشح العربي ولم يكن هذا الشخص من اسرة تتمتع بحقوق وراثة السلطة الشريفة. عند ذاك تحولت الاضطرابات إلى انتفاضة حقيقية ، على الرغم من ان الباب العالي بادر فوراً إلى الاعتراف بمن اختاره العرب ، شملت جميع القبائل العربية هناك ولم تلبث ان وصلت إلى درجة من السعة بحيث تمكن الثوار من تحطيم القوات المصرية التي ارسلت ضدهم تحطيماً تاماً.
انتقلت الاضطرابات بسرعة إلى جنوب العراق حيث عمد شيخ المنتفق مانع إلى استغلال الذعر الذي اصاب اهالي البصرة بسبب وباء الطاعون الذي اصاب المدينة في عام ١٦٩٠م وكان يموت بسببه مايقرب من خمسمائة شخص يومياً فاغار على المدينة واحرز انتصاراً حاسماً على الفصيل التابع لوالي البصرة الوزير احمد باشا الذي سقط قتيلاً في ساحة المعركة (١). ومع ذلك لم يستطيع الشيخ العربي ان يستولي على المدينة لان الدفترادر العثماني فيها حسين اغا استطاع بفضل ثرائه الواسع ان ينظم وحدات عسكرية من الاهالي تمكن بمساعدتها من صد هجوم المنتفقيين. وبعد ان وصل خير هذه الانتفاضة إلى اسطنبول ادرك اولو الامر هناك على الفور الخطر الكبير الذي تشكله حركة مانع فبادروا إلى ارسال خليل باشا
__________________
(١) De Hammer, OP. Cit. T. III P. ٢٥٣.