مناطق فارس واقاليمها بالمغتصب فهب سكانها للنضال ضد الافغان بقوة السلاح الامر الذي ادى إلى حدوث اضطرابات وفوضى داخلية سيطرت على الدولة طيلة عقد كامل من السنين.
لم يكن الوضع الحرج الذي كانت تعاني منه فارس هو وحده الذي دفع الدولة العثمانية إلى التعجيل بفتح العمليات العسكرية ضد منافسيها وانما الذي دفعها إلى ذلك ايضاً هو موقف روسيا التي عانى رعاياها وتأثرت تجارتها بشدة من الفوضى التي عمت فارس ، ولهذا فانها لم تستطع الا ان تهب دفاعاً عن مصالحها لاسيما وان تمكن الدولة العثمانية من تحقيق مأربها تجاه الاقاليم الشمالية من فارس العاجزة سيؤدي إلى تقدم الحدود العثمانية حتى تصل إلى شرق بحر قزوين أي إلى عتبة شرق روسيا ذاتها. وهكذا اراد الامبراطور (١) ان يبادر العثمانيين وتحرك بنفسه إلى داغستان واحتل في ربيع ١٧٢٢م مدينة دربند. وهناك التقى برسول من الشاه طهماسب (٢) يتقرح عليه مساعدة الشاه عسكرياً ضد المغتصب والمنافق مقابل تخلي الشاه لروسيا طوعاً عن داغستان والمناطق الاخرى المتاخمة لقزوين مما اثار احتمال اتخاذ بطرس الكبير دور المدافع من فارس اشد المخاوف جدية لدى الباب العالي الذي خشي على نجاح خططه التوسعية تجاه فارس ولهذا اعلنت الحكومة العثمانية حمايتها على داود بيك امير ليزيكيا الذي كان يتمتع بسلطة وراثية ويعيش في شيماخ ويعتبر تابعاً لفارس ، واخذت تطالب القيصر باخلاء داغستان التي تحتلها القوات الروسية مدعية انها تؤلف ملكاً اقطاعياً للامير المذكور. وهكذا
__________________
(١) الامبراطور بطرس الاول بطرس الكبير. (المترجم).
(٢) طهماسب الثاني. (المترجم).