كانت الدولة العثمانية تنوي الحرب وهو امر لم يدخل اطلاقاً في خطط بطرس الكبير الذي اسرع بتقديم تأكيدات مهدئة للدولة العثمانية تؤكد عم تدخل روسيا في مسألة ضم جزء كبير من غرب فارس إلى ممتلكات السلطان. ولكن هذه التأكيدات لم تقنع الدولة العثمانية التي بادرت فأمنت لنفسها وضعاً مساوياً لروسيا. ونعني قيامها بدور المدافع عن الشاه طهماسب ، وبعدها رأت ان الضرورة تقضي ان تعقد في ١٧٢٤ م اتفاقية خاصة مع الحكومة الروسية احتفظت بموجبها بالحق في ان تستولي دون عائق على جميع الاراضي الفارسية الواقعة إلى الغرب من خط يمتد من مجرى نهر كورا واراكس إلى مدينة همدان (١).
كانت القوات العثمانية قبل توقيع هذه الاتفاقية قد اجتازت حدود فارس واحتلت تفليس (٢) وجزءاً من اذربيجان ثم كرمنشاه. وقد جرى الاستيلاء على هذه الاخيرة في عام ١٧٢٣م من قبل القوات العراقية بقيادة حسن باشا والي بغداد الذي تحرك بعد ذلك نحو همدان ولكنه توفي اثناء حصارها فسارع الباب العالي من اجل ان لاتتوقف الحملة إلى تعيين احمد باشا الذي كان يرافق اباه في الحملة خلفاً لهذا الاخير فتسلم ولاية بغداد والقيادة العامة للقوات العراقية في آن واحد. وقد سعى احمد باشا لان يثبت كفاءته امام الحكومة فاستولى في ١٧٢٤ م على همدان وتوغل في السنة التالية في لورستان واستولى على خرم آباد المدينة الرئيسة فيها ثم تغلب على البختياريين. وهكذا فآنه لم يضم إلى الدولة العثمانية كل الجزء
__________________
(١) سولوفيوف ، المصدر السابق الجزء ١٨ ص ٦٧٤ وما بعده احتى نهاية الفصل والجزء ١٩ الفصل الاول.
(٢) تبليسي عاصمة جمهورية جورجيا السوفيتية حالياً. (المترجم).