الجنوبي من المنطقة التي حددتها المعاهدة مع روسيا فقط ، وانما ضم اليها ايضاً اراضي اللوريين والبختياريين المجاورة التي تقع خارج الخط المتفق عليه.
كان العرش الفارسي حتى هذا الوقت قد انتقل إلى السلطان اشرف الذي اطاح بابن عمه السلطان محمود. وقد عزم اشرف هذا على ان يصبح نداً للسلطان العثماني ويعلن نفسه خليفة للنصف الشرقي من العالم الاسلامي أي لفارس وافغانستان فبادر إلى اخبار السلطان العثماني بذلك في بداية ١٧٢٦ م عن طريق مبعوث خاص طلب من الباب العالي باسم اشرف اعادة جميع الاراضي الفارسية التي استولى عليها العثمانيون مؤخراً باعتبارها ملكاً للخليفة الجديد الذي زعم انه احق بالخلافة من السلطان العثماني لانه ينحدر من قريش قبيلة الرسول (ص) (١). وطبيعي انه لم يكن بمقدور الدولة العثمانية السماح بوجود خليفتين لذا فقد قررت اجبار اشرف على التخلي عن مطامعه بقوة السلاح رغم اتضاح عدم رغبة الجنود العثمانيين في محاربة الافغان شركائهم في العقيدة.
غير ان احمد باشا الذي توغل في فارس مرة اخرى في ١٧٢٦ م لم يصب النجاح في هذه المرة فقد اندحر في اول صدام جدي مع الافغان وقع بالقرب من همدان. لذا فقد تحتم عليه ان يعجل بالتراجع إلى بغداد التي دعته للعودة اليها ـ بالاضافة إلى ذلك ـ خطورة الوضع في العراق الذي كان قد تعرض إلى غزو ماحق قام به اللوريون والبختياريون وسكان خوزستان وادى هذا الغزو إلى انعاش الرغبة في الاستقلال لدى القبائل العربية المحلية التي كانت حتى قبل ذلك قد مالت إلى اشرف ، بفضل
__________________
(١) Jonas Hanway. Bescbreihung Seiner Reisen von London durch Russiand und (٨) persien. T, ١, AbT. VIII, (Hamburg und Leipzig, ١٧٥٤) S. ١٨٣ FF.