ادعاءاته بأصله القرشي. ولذلك فقد كان لدى الباب العالي اساس قوي في خشيته من ان يقوم عرب العراق بانتفاضة شاملة وان يستولي اشرف بمساعدتهم على مكة والمدينة لكي يعزز حقه بالخلافة. ولم يكن هناك من يستطيع امساك العراقيين عن الانتقال إلى صف الافغاني سوى احمد باشا الذي كان متزوجاً من ابنة شيخ الحلة النافذ ولذلك فقد ابقي في منصبه بالرغم من الفشل الذي حاق به. وفضلاً عن ذلك فقد اقتنع الباب العالي بعدم امكانية مواصلة الصراع مع الافغان بسبب التهديدات التي اخذ يتعرض لها من جانب النمسا والبندقية وبسبب الاستياء الذي عم الامبراطورية العثمانية نفسها نتيجة للحرب ضد الشركاء في المعتقد ، ولهذا علّه قرر البابا العالي تكليف احمد باشا بمهمة أجراء مفاوضات الصلح مع اشرف. ولكن أحمد كان يتحرق رغبة في الثأر من أشرف للهزيمة التي لحقت به ولذا فقد اجتاز الحدود الفارسية مرة اخرى بجيش تعداده ٦٠ الفاً من الجنود ولم يستطع مبعوث السلطان اللحاق بجيش بغداد هذا الا بالقرب من همدان وهناك عقدت بين احمد باشا ومبعوث من قبل الافغان معاهدة صلح عرفت باسم معاهدة همدان ، تخلى اشرف بموجبها عن مطالبته بالخلافة واعترف بالسلطان خليفة اوحد للمؤمنين ورئيساً للعالم الاسلامي باجمعه ووعد بذكر أسمه قبل أسم اشرف نفسه عند صلاة الجمعة في جميع انحاء فارس ، وتنازل للدولة العثمانية تنازلاً ابدياً عن اذربيجان وكرمنشاه ومعها همدان وخوزستان وزنجان وسلطانية وابخير وطهران. وفي مقابل ذلك اعترف به الباب العالي حاكماً شرعياً لفارس ووعد بعدم اسناد الشاه الصفوي طهماسب (١).
__________________
(١) De Hammer : OP. Cit. T. III, P. ٤١٢ FF.