وقد ثارت لدى الباب العالي بعد عقد الصلح مخاوف جديدة من ان يجعل احمد باشا الاقاليم التي تنازل عنا اشرف وهي اقاليم متاخمة لباشا بغداد مباشرة مناطق تابعة له مما سيوسع ولاية بغداد بحيث تصبح بحجم دولة كاملة ولهذا تقرر نقل احمد باشا إلى ولاية اخرى ولكن احمد هذا الذي كان قد حذره انصاره المقربون في اسطنبول في الوقت المناسب من نوايا الحكومة عمد إلى اثارة عرب المنتفق فقاموا في بداية ١٧٢٨ م باضطرابات شديدة في جنوب العراق مما اجبر الباب العالي على ابقاء الباشا الحاذق في بغداد لحين تهدئة العرب الثائرين نهائياً.
وفي هذه الاثناء جرت في فارس أحداث جاءت لصالح أحمد باشا إذ مكنته من البقاء في العراق لمدة ربع قرن أي حتى وفاته ، فقد ظهر لدى الشاه المطرود طهماسب قائد عسكري بارز وهو شخص تركماني من قبيلة الافشار يدعى نادر قلي خان الذي باشر بطرد الافغانيين من فارس فاستولى في وقت قصير نسبياً على خراسان وهرات ومن ثم حطم جيش اشرف في دامغان واستطاع في نهاية الامر ان يجبره على الاختباء في بلوجستان حيث لم يلبث ان قتل على يد شخص مجهول من اهالي المنطقة (١). وبعد ان طهر نادر قلي البلاد من الافغان ادخل في نهاية عام ١٧٢٩ م الشاه طهماسب إلى اصفهان بشكل مهيب واقنعه بان يرسل إلى السلطان على الفور سفارة تطالب باعادة الاراضي التي اخذت من فارس. وفي ربيع ١٧٣٠م تحرك الجيش الفارسي بقيادة نادر قلي لتحرير همدان وبعدهما استعيدت من العثمانيين كرمنشاه وتبريز وغيرها من المدن بحيث سارعت الدولة العثمانية التي لم تتمكن من تهيئة الرد المطلوب إلى عقد الهدنة وقد وافق
__________________
(١) Malcolm, Op. cit. T. III, pp. ٤٧ - ٥٩.