بطريق البحر نحو مصب شط العرب اسطول يتألف من ثلاثين سفينة غير كبيرة كانت قد جهزت محلياً في بندر بوشهر وبندر ريق. لقد كان وضع البصرة حرجاً لا سيما اذا تذكرنا ان عدد افراد الحامية هناك لم يكن يتجاوز ١٥٠٠ شخص وانه لم يكن يوجد للدفاع عن المدينة من جهة النهر الا بضعة سفن تابعة للقبودان باشا. ومع ذلك فقد اظهر سليمان متسلم البصرة شجاعة فائقة فلم يضطرب عند رؤيته للخطر وهو يقترب منه بل بادر فجند ١٥ الف من المتطوعين من الاهالي واصلح اسوار المدينة واستعد لمجابهة حازمة (١).
في هذه الاثناء قام الشيخ سلمان الكعبي بنقل الجيش الفارسي إلى الضفة الغربية من شط العرب كما سار الاسطول الفارسي صاعداً في النهر حتى البصرة تقريباً غير ان السفن العثمانية مع فرقاطتين تابعتين لشركة الهند الشرقية الانجليزية قطعت عليه الطريق هناك ومنعته من قصف المدينة. وقبل ان يبدأ القائد الاعلى الفارسي حصاره للبصرة دخل في مفاوضات مع المتسلم العثماني ومدير المركز التجاري الانجليزي هناك واقترح عليهما تسليم المدينة طوعاً مقابل ٠٠٠ر ٠٠٠ر ٢ روبية لكنه لم يحقق ما كان يصبوا اليه (٢) ، وبينما كانت هذه المفاوضات تجري تحت اسوار المدينة استطاع اسطول عثماني انجليزي إلى ان يلحق بالاسطول الفارسي اضراراً ملموسة ولكن بعد مغادرة السفن الانكريزي بوشهر لم بعد قبودان باشا البصرة الذي بقى وحيداً قادراً على التخلص من الفرس إلى الاختباء مع قسم من الاسطول العثماني في الكويت التي كانت تابعة
__________________
(١) Olivir, OP .. Cit. T. VIP. ١٦٦ - ١٧٧, T. IV, P. ٣٤٣ FF.
(٢) Low, Op. Cit. vol. L,P. ١٦٧.