بعد ان اختلفت مع فارس حول تعويضها عن مشاركة اسطولها في الحملة البحرية ضد جزيرة خرج (١) وقد أدّى تطور القضية على هذا النحو إلى حصول القطيعة بين الشركة وكريم خان الزند فعمد هذا الاخير بعد أن فشل في اقناع الانجليز بالرجوع إلى بوشهر باختيارهم إلى الدخول معهم في صراع مكشوف وذلك بان استولى على سفينة انجليزية حربية صغيرة كانت متوجهة من البصرة إلى بومباي فأثار بهذا العمل الشركة ضده بشكل نهائي.
وبالاضافة إلى هذه الحجة الاساسية كانت لدى كريم خان الزند دوافع اخرى ثانوية منها اعتقاده بسهولة الاستيلاء على البصرة عدم وجود حامية كبيرة فيها وامله في امكانية اخضاعه للعراق باجمعه وبعتباته المقدسة وكذلك رغبته في الانتقام من العثمانيين لسماحهم لسلمان الكعبي باللجوء إلى اراضيهم ولاسنادهم لامام مسقط في صراعه مع فارس. (٢). وكانت الحجة الرسمية التي طرحها كريم خان لحملته على البصرة هي المضايقات التي كان والي بغداد عمر باشا يسببها للزوار الفرس فقد طالب الباب العالي برأسه مهدداً بالحرب في حالة الرفض. وقد وضع هذا الطلب الحكومة العثمانية في موضع صعب ذلك ان المسألة تتعلق بواحد من اقوى الحكام العثمانيين الاقليميين ولذلك فقد كان جوابها بالرفض الامر الذي قرر مصير البصرة.
وهكذا تحرك في بداية ١٧٧٥ براً جيش فارسي تعداده خمسون الف بقيادة صادق خان اخي الشاه باتجاه البصرة في نفس الوقت الذي سار فيه
__________________
(١) Low, OP. cit. vol. I, PP. ١٦٥ - ١٦٦, Foot note P. ١٦٨.
(٢) Malcolm, Op. Cit. T. III, P. ٢٠٣.