الزند على طلب مساعدة شركة الهند الشرقية الانجليزية مجدداً. وبعد ان اخذت هذه الشركة مكافأة لا يستهان بها ثمناً لهذا المساعدة وجهت إلى جزيرة خرج عمارة كاملة من السفن لكنها لم تستطع ان تحقق أي نجاح ، نظراً لتعذر الوصول من جهة البحر إلى الطابية التي اقامها الهولنديون في حينه هناك (١). وقد تحتم على كريم خان الزند بعد هذا الفشل ان ينزل في الجزيرة في السنة التالية أي في ١٧٦٩م جيشاً كثير العدد حاصر وكر مير مهنا من كل الجهات لانهاكه واجباره على الاستسلام. وبعد ان اقتنع مير مهنا بخسران قضيته هرب إلى الكويت ومنها تسلل إلى البصرة فالقي القبض عليه هناك واعدم بامر من والي بغداد عمر باشا (٢).
وبعد ان انتهى كريم خان الزند من حليف سلمان الكعبي اخذ يستعد ثانية للسير ضد شيخ الكعبيين الذي كان عليه ، لكي يضمن لنفسه الامان ان يختار بين الخضوع الطوعي للشاه (٣) أو الانتقال إلى جانب الدولة العثمانية وقد فضل الاختيار الاول فاستقبله حاكم فارس بحفاوة واخذ بعد ذلك يفكر بالاستيلاء على البصرة (٤). لقد كان الدافع الاول لكريم خان إلى مثل هذه الخطوة هو بالطبع رغبته في اعادة التجارة بين الهند واوروبا إلى الطريق الفارسي القديم وهو امر كانت البصرة تؤلف عقبة كأداء في سبيله سيما بعد ان امرت شركة الهند الشرقية الانجليزية في ١٧٦٨م بغلق مركزها التجاري في بندر بوشهر ونقلت نشاطها التجاري باجمعه إلى البصرة وذلك
__________________
(١) .١٦٤ Ibid. Op. Cit. vol. Ip. ١٦٤, foot note P.
(٢) Ibid. P. ١٦٥.
(٣) الصحيح : الوكيل إذ يتخذ كريم خان لنفسه لقب شاه. (المترجم).
(٤) Ainsworth, Op, Cit. vol. II, P, ٢١١.