وكانت توجد إلى جوار مقر مير مهنا الجديد جزيرة اسمها خرج يوجد فيها مركز تجاري هولندي مزدهر اسسه البارو نيبهاوزن الذي احتجزه متسلم البصرة عندما كان ممثلاً لشركة الهند الشرقية الهولندية في المدينة في ١٧٤٨م وصادر جميع البضائع الهولندية. وبعد ان حصل نيبهاوزن على حرّيتة اثر دفعه مبلغاً ضخماً من المال قرر الانتقام من المتسلم ، فاحتل في ١٧٤٩م ، بمساعدة فرقاطات حربية هولندية جلبها من باتافيا ، جزيرة خرج التي كانت تقع على الطريق المؤدي إلى مصب شط العرب تماماً ولهذا لم يكن من الصعب على نيبهاوزن ان يقطع على السفن التجارية الطريق المؤدي إلى البصرة فيجبر بذلك المتسلم على ترضيته. ومع ذلك لم يعد البارون نيبهاوزن يريد العودة إلى البصرة وبقى في جزيرة خرج ، فلم تلبث ان ظهرت هناك تحت حماية الاسطول الذي بناه مستوطنة كاملة بلغ عدد سكانها عدة الاف.
بعد ان استقر مير مهنا في جزيرة كاركو طلب من الهولنديين مساعدته عندما خاصر اسطول انجليزي وفارسي مشترك ملجأه الجديد لكن رئيس المركز التجاري الهولندي في خرج رفض الاستجابة لهذا الطلب ، خشية انتقام الفرس فاكتسب بموقفه هذا عدواً لدوداً في شخص مير مهنا. فقد اصبح هذا الاخير ينتظر الفرصة الملائمة للاستيلاء على المركز التجاري المزدهر وقد تمكن من ذلك اخيراً في ١٧٦٦م فحول هذا العمل إلى ذلك القرصان الشجاع الذي أصبح يؤلف خطراً كبيراً على جميع من يمر في الخليج الفارسي وغم ان ذلك لم يستمر الا فترة محدودة (١). وقد اجبرت هذه القوة التي حصل عليها مير مهنا في البحر ، كريم خان
__________________
(١) Low, Op. Cit., vol. I, P. ١٦٢ - ١٦٣, Foot note P. ١٦٣.