العرب طلب حاكم فارس من متسلم البصرة طرده من الاراضي العثمانية ، ومع ان المتسلم لم يرفض ذلك عاناً الا انه لم يفعل شيئاً ضد الشيخ سلمان وهكذا تحتم على الجيش الفارسي في نهاية الامر ان يعود من حيث اتى مكتفياً بنهب الفلاحية وبتخريب سد سايلي الذي ينظم جريان المياه في نهر كبان (١).
لقد استند سلمان الكعبي في صراعه مع الفرس على الشيخ العربي في ميناء بندر ريق الواقع إلى الشمال الغربي من بوشهر. وقد عمل هذا الشيخ واسمه مير مهنا بتنسيق تام حليفه فقطع بغاراته حركة القوافل بكليتها تقريباً بين شيراز مركز الاقامة المفضل لدى كريم خان الزند وبندر بوشهر الذي نقلت شركة الهند الشرقية نشاطها التجاري اليه في ١٧٦٢م بعد ان نهبت حملة فرنسية بقيادة الكونت d Estaing مركزها التجاري في بندر عباس (٢). وبسبب نشاط مير مهنا المعادي هذا وجه كريم خان الزند في نفس الوقت الذي سارت فيه الحملة المذكورة نحو سلمان الكعبي فصيلاً قوياً ضد حليفة شيخ بندر ريق فاضطر هذا إلى الفرار من البر والاستقرار في جزيرة صغيرة تسمى كوركو أو كاركو (٣). وقد انتهت بالفشل الذريع جميع محاولات طرده من هناك وهي المحاولات التي قام بها انذاك شيخ بو شهر ناصر باسناد من اسطول شركة الهند الشرقية الانجليزية (٤).
__________________
(١) W. F. Ainsworth, Apersonal Narrative of the Euphrates Expedition (London, ١٨٨٨), vol. II, p. ٢١٠.
(٢) Low, OP. Cit. vol. ١, P. ١٥٢.
(٣) Niebuhr, Op.Cit. T. II, S. ١٨٧ - ١٩٤.
(٤) يقصد المؤلف جزيرة خارجو وهي جزيرة رملية صغيرة يقع طرفها الجنوبي على بعد ميلين ونصف إلى الشمال من جزيرة خرج. (المترجم).