المنتفقين إلى منطقة نهر الكارون وقناة قبان أو كبان تربط الكارون بنهر الجراحي ، واصبح معسكر الفلاحية المحصن مقراً لشيخهم الرئيس بدلاً من بلده الدورق التي تقع على نهر الجراحي والتي كانت المقر السابق لرئيس قبائل الافشار الذين ابعدهم الكعبيون. وقد مكنت الفوضى التي سادت في فارس بعد موت نادر شاه الكعبيين من مد نفوذهم إلى الشرق بحيث اصبحت في ايديهم في النصف الثاني من القرن الثامن عشر كل المنطقة الواقعة بين نهري الكارون والنهديان والمجرى الادنى لشط العرب والخليج العربي. وفي ذلك الوقت كان زعيم الكعبيين الشيخ سليمان قد امتلك قوة لا يستهان بها بفضل بنائه الاسطول اصبح يتألف حتى عهد عمر باشا من عشر سفن كبيرة وسبعين سفينة صغيرة وقد استطاع سلمان هذا ان يناور بمهارة بين فاوس والدولة العثمانية فلم يدفع الضرائب لاي منهما ولهذا فقد كان من الناحية الواقعية مستقلاً تماماً الاستقلال.
في هذا الاثناء اخذ كريم خان الزند الذي احكم سيطرته على العرش الفارسي واعاد الهدوء في الدولة ، يفكر بان يعيد لفارس حصتها من التجارة القائمة بين الهند واوربا وهي التجارة المربحة التي غيرت اتجاهها في عهد نادر شاه من فارس إلى البصرة وبغداد. وكان هذا يستلزم ان تكون قدمه راسخة في الخليج الفارسي الذي كان قد تقوى فيه حتى هذا الوقت الشيوخ العرب الذين اقاموا في الساحل الشرقي من الخليج الفارسي واخذوا يهددون بابعاد فارس عن الطريق البحري المؤدي إلى الهند. ولهذا فقد قرر كريم خان الزند ان ينهي استقلال الشيوخ المذكورين فبدأ بقواهم وهو شيخ الكعبيين فوجه ضده في عام ١٧٥٦م حملة تأديبية قوية ، غير ان الشيخ سلمان ركب مع اتباع السفن واخذ ينتقل بها من مكان إلى اخر فنجع بذلك في تجنب الفرس. وعندما لجأ إلى الضفة اليمنى من شط