للسلام كانت خاطئة حيث واصل الجيش الفارسي بنفس حماسة السابق حاصر البصرة التي اضطرت بعد ان تركت لتعتمد على قواتها الخاصة فقط إلى التسليم بعد مقاومة استمرت ثلاثة عشر شهراً. وقد امر صادق خان بعد ان دخل المدينة بارسال المتسلم سليمان اغا وبقية المفوضين العثمانيين اسرى حرب إلى كريم خان الزند في شيراز ثم بدأ باحلال الادارة الفارسية في البصرة. لقد برهن صادق خان في فترة بقائه على البصرة على مهارة ادارية وسياسة فائقة فقد استطاع ان يقيم علاقات ممتازة لامع سكان البصرة فقط وإنما مع المنتفقين المجاورين ايضاً وهو امر لا يمكن ان يقال عن نائبه الذي حل محله مؤقتاً بعد ان استدعاه اخوه كريم خان في ١٧٧٧م إلى شيراز لبعض الامور. فلم يلبث محمد علي خان (١) الذي بقى على رأس الادارة في البصرة ان تدخل في النزاع الذي كان قائماً بين شيخي المنتفق وانحاز إلى احدهما ضد الاخر لكنه اصيب باندحار شديد على يد الاخر (٢) بحيث تحتم على صادق خان ان يعجل بعودته إلى البصرة لكي لا يسمح لهذا الحادث ان يتحول إلى حرب حقيقة بين العرب والفرس. لقد ظلت البصرة تحت سلطة صادق خان حتى ١٧٧٩ م عندما دفعه موت اخيه كريم خان الزند وامله في الاستيلاء على العرش إلى اخلاء المدينة بسرعة والعودة مع قواته إلى فارس. وعندما علم حسن باشا والي بغداد يؤمئذ
__________________
(١) الصحيح : علي محمد خان ويلقب شيركوش. (المترجم).
(٢) لم يحدث - على ما نعلم - نزاع بين شيخ المنتفق في هذا الوقت. الذي تذكره المصادر ان قبيلة المنتفق انتفضت ضد الاساليب الوحشية الفارسية التي مارسها علي محمد خان فوجه هذا ضدها حملة انتهت بهزيمة نكراء على ايدي المنتفقين في موقعة يقال لها الفضيلة. (المترجم).