بانسحاب صادق خان بادر فوجه إلى البصرة متسلماً من قبله فباشر هذا بحكم المدينة دون ان يواجه عقبات تذكر وهكذا عادت المدينة إلى حوزة السلطان دون أي جهد من جانب الدولة العثمانية (١).
لقد وضع سليمان اغا تسليم البصرة على رأس الادارة فيها مرة اخرى وذلك بعد ان تحرر من الامر بعد موت كريم خان الزند مباشرة وعاد إلى العراق ، لكنه لم يبق في المدينة طويلاً اذ لم يلبث ان نقل في بداية ١٧٨٠م إلى بغداد التي لم يستطع ان يحتفظ بالسلطان فيها حتى مماته في عام ١٧٠٢م فحسب بل تمكن ايضاً من جعل هذا المنصب يتعاقب في اسرته فوضع بذلك بداية لسلالة المماليك (٢) الذين اطلق عليهم هذا الاسم لان مؤسس السلالة كان عبداً مملوكاً في السابق.
كان حكم بغداد الجديد في اصله من الجورجين وقع في شبابه في اسر العثمانيين فحولوه إلى الاسلام ثم باعوه ليصبح واحداً من حرس البلاط الشخصي لباشوات بغداد وكان هذا الحرس في ذلك الوقت يتألف من العبيد الجورجيين. وباستناده إلى ابناء جلدته هؤلاء الذين كانوا يؤلفون في النصف الثاني من القرن الثامن عشر جالية كثيرة العدد في بغداد ويتمتعون بنفوذ لا يستهان به ابداً سليمان اغا الذي حصل على لقب باشا
__________________
(١) Qlivier, OP. Cit. T. YI. PP. ١١٧ - ١٢١, T. IV. PP. ٣٤٧ - ٣٤٩.
(٢) الصحيح ان حكم المماليك في العراق بدأ عندما عين سليمان اغا صهر احمد باشا والياً بغداد في ١٧٤٩. ويبدو ان المؤلف يعتبر المماليك الذين حكموا بغداد في الفترة بين موت احمد باشا وتولى سليمان الكبير من اسرة حسن باشا لانهم يرتبطون بها بروابط المصاهرة ولذلك فانه يعد حكمهم استمراراً لحكم تلك الاسرة ولذلك ايضاً فان حكم المماليك يبدأ عنده بحكم سليمان الكبير.