يحوز بالتدريج قوة وسلطة متزايدة باستمرار. فبعد ان استطاع ان يخضع بغداد كما فعل في البصرة وجنوب العراق وكذلك كردستان العثمانية باجمعه اصبح يضاهي في قوته وفخامة بلاط حاكمي العراق السابق اللذين ذاع صيتهما في جميع انحاء الدولة العثمانية وهما حسن باشا وابنه احمد باش اللذين انتهت اسرتهما بموت عمر باشا الذي اعدم في ١٧٧٦ م ارضاءً لكريم خان الزند. لقد سعى سليمان باشا لتقليد سلفيه المشهورين هذين لا في نمط حياته فقط بل في شؤون الحكم في هذه المنطقة ايضاً وذلك بسعيه المكثف مثلهم لحماية التجارة واهتمامه برفاه السكان واتخاذ الاجراءات الكفيلة بالعناية بالمرافق العامة في المنطقة وتحسينها. وقد تفوق في ذلك حتى على الواليين المذكورين فقد انشأ كوت الامارة واعادة تعمير البصرة التي كانت شبه خربة حتى ظهرت على انقاض المدينة القديمة بلدة الزبير ثم عمل على تزيين بغداد نفسها وحرص سليمان باشا مثل الواليين المذكورين على اخضاع الانكشارية مما مكنه من اعادة الهدوء والنظام إلى بغداد بحيث ازداد سكانها خلال فترة قصيرة بمقدار ٣٠ - ٤٠ الف نسمة اغلبهم من الهاربين من فارس دفعتهم إلى اللجوء إلى هنا الاضطرابات التي عادت وتجددت في وطنهم (١) وخلاصة الامر تبيين ان سليمان باشا هو ذلك الحاكم العراقي النموذجي الذي كان يمتلك وبأعلى درجة ، على ما يذكره معاصره القنصل الفرنسي في بغداد السيد روسو (٢) ، موهبة ثمنية هي قدرته على اجبار الاخرين على الخوف منه وحبه في الوقت نفسه وذلك ما انعكس على التسمية التي اعطاها له العراقيون وهي «بيوك سليمان» أي
__________________
(١) Olivier Op. Cit. TIV. P. ٣٢٤.
(٢) P. ١٠١. ,(١٨٠٩ M * * Descriptiondupachulik de Bagdad. (paris,