سليمان الكبير.
ولقد برر سليمان باشا هذا اللقب تماماً لا في نشاطه الداخلي فقط وانما في نشاطه الخارجي ايضاً فولاية العراق التي ألت اليه كانت قد ضعضعتها سرعة استبدال الولاة بعد اعدام عمر باشا كما ان ظهور الفرس في جنوب العراق واستيلاءهم على البصرة ساعد على تدهور هيبة الدولة العثمانية الكثيراً ، وقد انعكس ذلك كله فوراً على موقف القبائل العربية فسادها الاستياء الذي لم يلبث ان تحول حتى الوقت الذي تولى فيه سليمان باشا منصب عامل بغداد إلى تمرد مكشوف. وكان اول من بادر إلى التمرد هم عرب الخزاعل الذين انتفضوا في ١٧٨٣ ضد العثمانيين ولم يكونوا في عملهم هذا بمنأى عن تأثير الشيخ سلمان الكعبي الذي كان قد بدأ في ذلك الوقت استعداداته للاستيلاء على البصرة. وقد وجه سليمان الكبير صهره وكهيئته احمد ضد الخزاعل فحطمهم واجبر شيخهم الرئيس على الالتزام بالعيش من الان فصاعداً في بغداد نفسها كما التزم الخزاعل بان يرسلوا إلى هناك عدداً من الرهائن (١). اما عن سلمان الكعبي فان هذا الشيخ العربي الطموح اغراء المثل الذي وفره الفرس بامكانية استيلائه على البصرة التي كانت كالسابق لا تمتلك حامية كبيرة وليس عندها من جهة النهر الا اسطول صغير من السفن سيئة التسليح. ولهذا فقد اعد جيشاً تعداده أربعون الفاً واسطولاً لا يستهان به مجهزاً بمدافع من العيار الثقيل. وبادر متسلم البصرة الذي علم بنوايا شيخ الكعبيين هذا في الوقت المناسب إلى تحذير بغداد فارسلت من هناك إلى البصرة على الفور تعزيزات قوية ولهذا لم تكن بداية العمليات العسكرية مؤاتية للشيخ
__________________
(١) Ritter, T. VII Abt. II, S. ٨٠٧.