سلمان فارجأالاستيلاء على البصرة نفسها إلى وقت اكثر ملاءمة.
ولم يكد سليمان الكبير يقضي على الخطر الذي يهدد البصرة من جانب الكعبيين حتى خيم على المدينة خطر اخر. ففي نيسان ١٧٨٧ وصل شيخ المنتفقين ثويني مع فصيل غير كبير من اتباعه إلى بلدة الزبير. وعندما اتاه متسلم البصرة إلى هناك ليستوضح سبب ظهور المنتفقين المسلحين فجأة بالقرب من البصرة عمد إلى اختطافه ثم احتل البصرة بفصيل من اتباعه الذين استولوا على بيت الحاكم والمؤسسات الحكومية الاخرى. وبعد ذلك دخل ثويني نفسه إلى المدينة واستبدل جميع الموظفين العثمانيين باشخاص من قبله بعد ان ابعد اولئك إلى الهند. وبعد ان فعل لك ولكي يبرز موقفه كتب رسالة مطولة إلى السلطان وارسلها إلى اسطنبول برر فيها تصرفه بضرورة اعادة حقه في البصرة التي كانت في يوم ما تعود إلى اسلافه (١) (٢). وقد استند الشيخ لتأكيد نواياه السلمية على الرأفة التي اظهرها تجاه المدينة ووعد في ختام رسالته بان يخدم السلطان واخلاص اذا ما ولاه الحكم في بغداد والبصرة.
كان الشيخ أحمد الذي تجاوزه اخوه الشيخ ثويني ينتظر الفرصة المناسبة لكي يستعيد ارث ابيه ، فسارع بالذهاب إلى بغداد واخبر سليمان الكبيرة بما حدث فامر والي العراق بجمع القوات فوراً وارسل في الوقت نفسه يطلب المساعدة من سلمان الكعبي واعداً اياه بمكافأته على ذلك
__________________
(١) Voyages dans I Inde en perse etc faits par difierents officiers auservicede laCompagnie Anglaise des Indes Orient ales. T raduits de l anglais par les C**, (Paris, ١٨٠١), PP. ١٨٤ FF.
(٢) كانت البصرة قبل ان تبسط عليها السيطرة العثمانية في عهد سليمان القنوني تحكم من قبل آل مغامس وهم اجداد ثويني. (المترجم).