قرروا في ١٦٦٤ ، وفقاً لافكار كولبير (١) ، المشاركة في تجارة الهند بشكل فعال. ولقد تحتم على شركة الهند الشرقية الفرنسية كذلك ان تحمي طيلة قرن كامل تقريباً ، مراكزها التجارية من تطاولات البرتغاليين والهولنديين ايضاً بحيث اصبحت رغم ارادتها حليفة لبريطانيا في مسألة طرد هؤلاء المنافسين لكلتيهما من الهند (٢). وهكذا لم تدخل شركتا الهند الشرقيتين الفرنسية والنجليزية في صراع مع بعضهما الا في ١٧٧٤. وقد خرجت الشركة الانجليزية من هذا الصراع منتصرة اذ لم يتبق لفرنسا بموجب معاهدة صلح فرساي ١٧٨٣ (٣) من ممتلكاتها التي كانت يوماً ما واسعة في الهند الا منطقة صغيرة إلى درجة ان الفرنسيين انفسهم عدوّا التنازل عنها لبريطانيا مقابل ٢٥ مليون فرنك صفقة ملائمة لهم (٤).
ومع ذلك ظلت حكومة بريطانيا العظمى على الدوام تخشى على امبراطوريتها من فرنسا. وقد اشتدت هذه المخاوف عندما قام جنرال الجمهوري بونابرت في ١٧٩٨ بحملته على مصر وهدفه ان يرسخ وضعه
__________________
(١) جان باكستان كولبير ١٦١٩ - ٦٨٣ هو احد وزراء لويس الرابع عشر في فرنسا كان له نفوذ راجع في الحكومة. سياسته الاقتصادية التي عرفت بـ «الكولبيتزم» هي شكل من اشكال «الميركانتلزم» لانها كانت تهدف إلى زيادة ايرادات الحكومة عن طريق تحقيق ميزات تجاري فعال وتوسيع وتطوير الصناعة الفرنسية وزيادة تصدير المنتجات الصناعية الفرنسية وتقليص استيرادات المصنوعات الاجنبية. (المترجم).
(٢) L. Herman, Histoire de la Rivalite et des Anglais dans I Inde, (paris?) , PP. ٣٩ - ٦٢.
(٣) يشير المؤلف هنا إلى صلح التي وقعت في فرساي في ٣ ايلول ١٧٨٣ وانتهت بموجبها حرب استقلال الامريكية. (المترجم).
(٤) Herman : OP. Cit. p. ٢٨١.