ابيه (ع) الذين كانوا ما يزالون موجودين في الكوفة باعداد كبيرة. فقبل ذلك وعندما انتخب الخوارج الذين انسحبوا إلى النهروان في عام ٦٥٨ م خليفة جديداً لهم دفع هذا الخرق الفاضح لحقوق الخليفة الشرعي على أقارب علي واصدقائه ومريديه إلى ان يشددوا من تكتلهم حوله رافعين شعار عدم استبدال خليفة الرسول (ص). وقد اطلق على انصار علي (ع) منذ ذلك الوقت اسم «شيعة علي» ومعناها الحرفي : حزب أو جماعة أو اتباع علي (ع). وقد اصبح هؤلاء الشيعة الذين كانوا يتألفون في البداية من العرب الاقحاح خصوماً للامويين الذين هم في نظرهم مجرد مغتصبين للسلطة.
وقد اعتاد الشيعة تحت ضغط يد زياد الحديدية على البقاء مسالمين ولكن بمجرد ان وصلهم خبر امتناع الحسين (ع) عن مبايعة يزيد واعتكافه في مكة بادروا إلى التحرك ودعوا حفيد الرسول (ص) للقدوم إلى العراق بعد ان وعدوه بأن يدافعوا بقوة السلاح عن حقه في الخلافة.
وفي الوقت الذي كانت فيه حركة الشيعة تتعاظم في الكوفة وتتخذ حجماً ينذر بالخطر وعلى الاخص بعد ان وصل إلى هناك انصار الحسين (ع) لم يستجب احد في البصرة على الرغم من وجود عدد لا يستهان به من الشيعة فيها وعلى الرغم من النداءات الحارة التي وجهت من الكوفة (١) للنهوض من أجل القضية العادلة ، وذلك خوفاً من الوالي الصارم عبيد الله.
وبادر يزيد بعد ان وصلته اخبار الخطر الذي يجري اعداده فأمر عبيد
__________________
(١) وجهت من مكة حيث كان الامام الحسين (ع) فيها وقد استجاب عدد لا يستهان به لدعوته (ع) عما هو ثابت تاريخياً (حميد الدراجي).