حافظ علي باشا فقتلوه ومعه بعض الشخصيات المقربة من اثناء ادائهم لصلاة الصبح في قصره الخاص. غير أنّ سليمان كهية الباشا وابن اخيه استطاع النجاة من ايدي المتآمرين وتمكن من تزعم القوات واستولى على القلعة والمؤسسات الحكومية وخزينة عمه ثم امر الضابط الفرنسي الذي كان يقود فصيلاً من قوات حافظ علي باشا المدربة على النمط الاوروبي فقصف حي المدينة الذي لجأ اليه المتآمرون وانصارهم بالمدفعية ، مما اضطر ناصيف اغا الذي لم يعد بامكانه الصمود اكثر من ذلك إلى الهرب من بغداد فاستطاع ان يعبر دجلة بسلام لكن جماعة المطاردين التي ارسلها خلفه سليمان ادركته بالقرب من الحلة ولم يرحمه الجنود الذين كانوا يسعون للحصول على المكافأة التي وعدوا بها فقطعوا رأسه وجلبوه معهم إلى بغداد (١).
ولم يعد يوجد لسليمان بعد ان انتقم بهذا الشكل لعمه وصهره ، خصوم في بغداد فاختاره الديوان المحلي وهو مجلس يضم اعيان المدينة وذوي النفوذ فيها ، بالاجماع لمنصب حاكم العراق ، ولم يبق الا الحصول على تصديق الباب العالي لهذا الاختيار. غير ان الحكومة العثمانية قررت ان تعين هناك والياً من عندها لكي تضع حداً لحكم امارة سليمان الكبير الوراثي في العراق ، وقد احترم بخصوص هذا التعيين صراع حاد في اسطنبول ، فالدولة العثمانية التي كانت قد اعلنت الحرب على فرنسا بعد احتلال نابليون لمصر عادت إلى علاقاتها السابقة معها بعد عقد معاهدة الصلح في ١٨٠١ (٢) ولكنها لم تتخل في البداية عن شكوكها تجاه نابليون
__________________
(١) L. A. Histoire des Wahabis, P. ١٢٢ FF.
(٢) المقصود هو اتفاقية العريش التي وقعت في ٢٤ كانون الثاني ١٨٠١. (المترجم).