حتى انها لم تعترف له بلقب امبراطور ، ولم يتغير موقفها هذا الا بعد انتصار نابليون في أو سترليتز (١) عندها قامت بين السلطان سليم الثالث ونابليون عشرة ودية وثيقة مكنت سفير نابليون في اسطنبول الجنرال سبستياني من ان يحتل لدى السلطان مكانة استثنائية. وقد ازداد تأثير هذا الجنرال الفرنسي الذي كان اقرب مستشاري سليم الثالث في اصلاحها العسكري التي كان ينوي القيام بها بعد ان اجبرت الاجراءات الدفاعية التي اتخذها سباستياني الاسطول الانجليزي على مغادرة بحر مرمرة في شباط ١٨٠٧ دون ان يحقق نتيجة بعد ان كان قد شق طريقه خلال الدردنيل واخذ يهدد العاصمة العثمانية (٢).
في هذا الوقت تقريباً برزت قضية استبدال والي بغداد. وقد كان الباب العالي يريد ان يعين في هذا المنصب كور محمد باشا الذي قاد الجيش العثماني الذي ارسل إلى مصر والذي تغلب عليه الفرنسيون في هيليوبوليس (٣). ولهذا فمن غير الممكن ان يعد المرشح من انصار فرنسا ، في الوقت الذي كان من مصلحة الجنرال سباستياني ان يكون على رأس باشوية بغداد الواقعة على الطريق الذي عينه نابليون إلى الهند وصنيعة لفرنسا. وبسبب ذلك هدد سفير نابليون بالمغادرة عندما عين الباب العالي مرشحه والياً على بغداد على الرغم من الحاحه عليه بالمصادقة على اختيار سليمان باشا لهذا المنصب «الديوان» فارسل كور محمد باشا إلى ارضروم
__________________
(١) يشير المؤلف هنا إلى الانتصار الحاسم الذي حققه بونابرت على الجيش النمساوي والروسي في معركة أو سترليتز في ٢ كانون الاول ١٨٠٥. (المترجم).
(٢) Paris ١١٨٥٩), PP. ٢٧٤ - ٢٨٥.) Th. Lavallee, Histoirsde la turquie, II,
(٣) معركة هليوبوليس وقعت في ٢٠ آذار ١٨٠٠ بين قوات الحملة الفرنسية في مصر والقوات العثمانية القادمة من الشام. (المترجم).