وتسلم سليمان باشا الفرمان السلطاني بتعيينه حاكماً على العراق (١).
وهكذا ثبت سليمان باشا في بغداد بفضل تدخل فرنسا وقد اسماه العراقيون كجك سليمان أي الصغير وهو جوزجي في اصله ايضاً. لقد ورث سليمان الصغير من عمه حافظ علي باشا ارثاً ثقيلاً تمثل بالتعقيدات الكردية الفارسية والكفاح ضد الوهابيين فقرر ان يبدأ بالتخلص من البيك الكردي المتمرد عبد الرحمن بابان ، وقد كان له معه حسابات قوية ذلك ان سليمان الصغير هو نفسه ذلك الكهية الذي توجه لنجدة السليمانية ثم تعقب عبد الرحمن فتغلب عليه هذا الكردي عندما اجتاز الحدود فاقتيد اسيراً إلى طهران. وقد اغتنم سليمان الصغير استيلاء عبد الرحمن باشا مرة اخرى على الحكم في السليمانية وسعيه الواضح للتخلص من الخضوع لبغداد فتحرك على رأس جيشه في بداية ١٨٠٨ قاصداَ جنوب كردستان وكان عبدا لرحمن باشا قد اجاد تحصين الممر الرئيسي المؤدي اليها وهو ممر دربندبازيان حيث عزله بسور عالي فيه بوابات قوية واقام على الروابي المحيطة به مدفعية قوية بحيث كان من الصعب على سليمان الصغير ان يقتحم هذا الشعْب الجبلي لولا ابن البيك الكردي خالد باشا. فقد كان هذا البيك قد عين قَبل ذلك بقليل حاكماً للسليمانية ولكن عبد الرحمن باشا قد اطاح به ، لذلك قام بقيادة جيش بغداد في طريق لا يعرفه الا القليل من الاشخاص وجعله يصل إلى ظهيرة الاكراد الثائرين. ولكن عبد الرحمن لم ينتظر وصول الاعداء فنجا هارباً إلى فارس مرة اخرى وعين بدلاً منه في السليمانية باشا اخر من نفس عائلة بابان هو ابن عم الهارب (٢).
__________________
(١) de jucherau de Saint Denys Revolution de Constantinople en (٨٩) ١٨٠٧ - ١٨٠٨, T. II, Paris ١٨١٩, PP, ١٥٨ - ١٦١.
(٢) Rich, OP. Cit. vol. ١ PP. ٥٥ - ٥٩.