وبعد ان انتهى سليمان الصغير من هذه القضية باشر فور عودته إلى بغداد بالاهتمام بالوهابيين الذين تمكنوا حتى هذا الوقت من ترسيخ سيادتهم في جزيرة العرب نهائياً بعد ان اخضعوا نجداً واخذوا يسعون إلى ان يمدوا سلطانهم إلى مصر وسوريا ولكن جميع جهودهم في هذا السبيل لم تؤد إلى نتيجة تذكر. ولهذا كان من الطبيعي ان توجه انظار الامير الوهابي مرة اخرى إلى العراق لاسيما وقد اصبح له فيه في اواسط ١٨٠٧ حليف غير متوقع في شخص زعيم عرب العبيد لطيف بيك ابن محمد بيك الشاوي. لقد شارك لطيف بيك هذا في ١٧٩٨ -كما المحنا - مع الوالي الراحل حافظ علي باشا عندما كان هذا ما يزال حازناً لسليمان الكبير في حملة الاحساء التي انتهت بالفشل وكان السبب الرئيس في فشلها هو خيانة محمد بيك الشاوي الذي دفع رأسه ثمناً لذلك عندما اصبح حافظ علي باشا حاكما للعراق فانتقل ابنه إلى صف الوهابيين رغبة في الثأر لابيه واغار في اثناء الاضطرابات التي حلت بعد مقتل حافظ علي باشا مع فصيل كبير يتألف من اتباعه والوهابيون على بلدتي عانة وهيت على الفرات وخربها بدرجة لا تقل عما فعل الوهابيين في كربلاء (١). ولهذا فقد قرر سليمان الصغير الذي كان في الوقت يستعد لمجابهة الوهابيين ان يبدأ باستمالة العُبَيد وشيخهم لطيف بيك قبل ان يفعل أي شيئ اخر ، فسارع باعادة الارض التي اخذها منه عمه اليه.
وجرب الامير الوهابي سعود من جانبه الاتفاق مع سليمان الصغير قبل ان يبدأ عملياته الحربية ضده ولكنه لم يحقق في ذلك أي نجاح لان باشا بغداد اراد ان يكون اعتراف سعود بسيادة السلطان العثماني اول شرط
__________________
(١) ١٨١ M * * Description du pachalik de Bagdad p.