في شروط الاتفاق. وهكذا توغل زعيم الوهابيين بعد ان خابت توقعاته في العراق في ١٨٠٨ فمحق جميع المواضع المأهولة على ضفة الفرات اليمنى ثم ارسل اربعة الاف شخص للاستيلاء على كربلاء في حين شرع هو نفسه بالزحف على بغداد على رأس قواته الاساسية التي بلغ تعدادها خمسة واربعين الف شخص وتولى السكان الفزع امام الخطر القادم لكم سليمان الصغير الذي كان قد عاد قبل ذلك بقليل من حملته الموفقة إلى السليمانية عجل بارسال كهيته مع قوات جمعها على عجل لتحرير كربلاء اما هو فقد انهمك باعداد الانكشارية ودعا كل القادرين على حمل السلاح للاشتراك في الحملة وقبل ان يخرج الباشا من بغداد استطاع كهيته التغلب على الوهابيين في عدة اشتباكات لذلك فقد بادر هؤلاء عند اقتراب سليمان على رأس القوات الرئيسة إلى رفع الحصار عن الهندية وعين سعيد وباشروا بالانسحاب على عجل تتعقبهم قوات بغداد. وهكذا كان مجرد ظهور سليمان كافياً لتشتيت قوات سعود المخيفة واجباره على التخلي عن الاستمرار في حملته التي كانت اخر مشروع حربي جدي قام به الوهابيون ضد بغداد (١). لقد كان الدرس الذي اعطاه سليمان الصغير للوهابيين مؤثراً إلى درجة انهم لم يخاطروا في السنة التالية بالتوغل في العراق بل اكتفوا بنهب القوافل وبالغارات الصغيرة على القرى والمستوطنات الخالية من وسائل الدفاع.
وفي السنة نفسها أي في ١٨٠٩ تمكنت قوة مشتركة من شركة الهند الشرقية الانجليزية وسلطان مسقط من تحطيم الوكر الرئيس للوهابيين ونعني ميناء رأس الخيمة الواقع على ما يسمى بساحل «القرصنة» (٢) وهو
__________________
(١) L. A. * * Histoire des wahalis, PP. ١٣٩ - ١٤٢.
(٢) هو ساحل عمان تسمية الكتب الغربية ساحل القرصنة ثم اصبح يسمى بعد ١٨٢٠ بالساحل المهادن.