جزء من ساحل الخليج يمتد لمسافة ١٥٠ ميلاً من راس مسندم تقريباً حتى ساحل شبه جزيرة قطر (١). وكانت ذريعتهم في ذلك هي ان الوهابيين الاقوياء المعروفين بالجو اسم «القواسم» الذين كانوا يمتلكون اسطولاً يتألف من ٦٣ سفينة كبيرة و ٨١٣ سفينة صغيرة بلغوا في جرأتهم حد الطلب من الحكومة بومباي ان تدفع جزية سنوية مقابل ان تتاجر السفن الانجليزية بحرية ودون عوائق في الخليج الفارسي ، وعندما رفض طلبهم باشروا بنهب سفن شركة الهند الشرقية التي وقعت في ايديهم بحمية مضاعفة (٢). وهكذا حطم انتصار سليمان الصغير على سعود من جهة وتدمير اسطنبول الهند الانجليزي لرأس الخيمة من جهة اخرى اسطورة ان الوهابيين لا يقهرون ، وهي الاسطورة التي رسخت اكثر بسبب ما كانوا يشيعونه من رعب.
غير ان سليمان الصغير تحتم عليه الانشغال بالقضايا الكردية مرّة اخرى قبل ان يتمتع بثمار انتصاره على الوهابيين. فقد استطاع حاكم السليمانية في ١٨٠٨ ان يستقر مرة اخرى في تلك المدينة بعد ان طرد منها قريبه سليمان باشا صنيعة والي بغداد. ولهذا قام سليمان الصغير بحملة جديدة على المتمرد متحالفاً في هذه المرة مع فارس فقد استطاع اقناع الامير محمد علي مرزا حاكم كرمنشاه بان يرسل من جانبه فصيلاً للمساعدة ضد عبد الرحمن وتمكنت القوات العثمانية الفارسية المشتركة من طرد هذا الاخير من السليمانية فهرب إلى كويسنجق وهناك حاصره الجيش الفارسي ولكنه لم يصل بهذا الحصار إلى نهايته لان الامير استدعاه
__________________
(١) Low, OP. Cit. vol. ١pp. ٣٢٥ - ٣٣٠.
(٢) Ibid. p. ٣٢٣ - ٣٢٤.