مرة اخرى إلى كرمنشاه (١).
ومن الناحية الاخرى سارع عبد الرحمن فشكى سليمان الصغير إلى الباب العالي متهما اياه بالسعي للاستقلال بحكم العراق بمساعدة تعضيد امير كرمنشاه وكان اتهام من هذا النوع يكلف بعض حكام العراق السابقين حياتهم لذلك فقد بان اثره بالنسبة لسليمان الصغير فوراً لاسيما ان هذا الاخير قد ابقي حاكماً لبغداد بالحاح من الجنرال سباستياني بالضد من رغبة الحكومة التي كانت تسعى باي ثمن لان تخرج حكم العراق من اسرة سليمان الكبير وهم من العبيد الجورجيين الذين ينتمي اليهم ايضاً باشا بغداد المذكور. يضاف إلى ذلك كله ان سليمان الصغير قد دخل مع مثلي شركة الهند الشرقية الانجليزية في نزاع حاد ان كان هذا الباشا ، صنيعة فرنسا ، فقد اقام معهم في البداية علاقات ممتازة. لقد كانت هذه العلاقات في اول الامر ممتازة بحيث تمكن الباشا من اقناعهم بعدم مغادرة البلاد عند قطع العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا والدولة العثمانية في ١٨٠٧ بسبب قيام بريطانية بانزال قواتها في مصر لاسناد المماليك ضد محمد على الوالي العثماني هناك. ولكن بعد ان تم عقد صلح الدردنيل بين بريطانيا والدولة العثمانية في ١٨٠٩ ساءت العلاقات بين سليمان الصغير وممثل شركة الهند الشرقية في بغداد إلى الحد الذي اضطر معه ممثل الشركة إلى مغادرة بغداد ولم يعد اليها الا بعد ان استجاب سليمان الصغير لالحاج حكومة بومباي فتعهد في ١٨١٠ بعد التدخل في شؤون الشركة وبالاعتراف لها بجميع امتيازاتها (٢).
__________________
(١) Rich, OP. Cit. vol. ١. P. ٣٨٤.
(٢) Aitchison, OP. Cit. vol. Xip. ٢.