ونتيجة لورود شكاوي متعددة من اكثر من جهة ارسل من اسطنبول في ١٨١٠ خالد افندي السفير العثماني السابق لدى الجمهورية الفرنسية وبادر هذا بمجرد وصوله إلى الموصل باسم السلطان بان سليمان الصغير يعد «فرمانلي» أي محكوماً عليه بالموت ثم جمع قوات كردية وتحرك بها نحو بغداد (١). وقد رفض الباشا المغضوب عليه ان يترك المدينة طوعاً وحشد القبائل العربية المتحالفة معه ولاقى قوات مبعوث السلطان تحت اسوار بغداد فقامت معركة رجحت فيها كفة الاكراد الذين اجبروا فرسان سليمان الصغير على الهرب واما سليمان نفسه فقد تمكن بمساعدة حرسه الجورجي المخلص من اختراق صفوف الاعداء فعبر مع بعض المقربين الى نهر ديالى ثم قرر وقد اعياه الكفاح ان يأخذ قسطاً من الراحة عند شيخ قبيلة دفاعي المحلية. غير ان هذا الاخير بادر إلى قطع رأس الهارب وارسله إلى بغداد رغبة منه في ارضاء خالد (٢). وهكذا مات سليمان الصغير الذي استطاع خلال حكمه القصير ان يحظى بتعاطف
__________________
(١) يفتقد المؤلف هنا إلى الدقة فحالت محمد سعيد (وليس خالد) المعروف بـ «رئيس افندي» جاء إلى بغداد موفداً من الباب العالي لتحصيل الاموال المستحقة على سليمان الصغير وعندما رفض هذا دفعها توترت العلاقات بين الاثنين فأمر الوالي حالت افندي بمغادرة بغداد فذهب هذا إلى الموصل ومن هناك ارسل يخبر اسطنبول بما حصل فاصدر الباب العالي امراً باقصاء سليمان الصغير بقوة السلاح. وقد حصل حالت افندي على اسناد محمود الجليلي في الموصل وعبد الرحمن الباباني وايده بعض المماليك الناقين على سليمان الصغير وسار بهذه القوات المختلطة نحو بغداد. (المترجم).
(٢) J.M. Kinner, Memoires Geographiques sur I Empire de Perse trad. De I anglais PP. ٥٨ - ٦٠. , (١٨٢٧ Par le colonel G. Drouville T; II (Petershoury,