شامل وان يبرهن على انه اداراي ناجح يمكن ان يقارن بسلفه وسميه المشهور الكبير.
دخلت القوات الكردية بعد ان تغلبت على قوات سليمان الصغير بغداد واستغلت الوضع الاستثنائي الذي اصبحت تتمتع بع فعينت خازن الباشا الراحل والياً على بغداد. وكان هذا الشخص واسمه عبد الله على علاقات سرية طيلة الوقت مع المتمرد عبد الرحمن بابان وقدم له اكثر من مرة خدمات غير قليلة. لكن وضع الباشا الجديد كان حرجاً ، فحرس باشوات بغداد من الجورجيين واقرباؤهم الكثيرون في المدينة يميلون إلى اسرة سليمان الكبير ، إلى جانب العدد الكبير من انصار هذه الاسرة بين اهالي بغداد. كما ان سلطة الوالي الجديد صنيعة الاكراد ، لم يعترف بهما الا في داخل المدينة ، لان احداً خارج اسوار بغداد لم يعترف بهذه السلطة على الاطلاق ، فلا القبائل العربية فعلت ذلك ولا غيرهم من السكان. يضاف إلى ذلك كله ان النفوذ الفارسي بدأ يظهر أكثر فاكثر في المنطقة المتاخمة للحدود وقد وصلت المسألة إلى الجد الذي بدأ معه حاكم كرمنشاه الامير محمد على مرزا بأخذ الاتاوات من سكان المناطق القريبة من فارس ، هذا في الوقت الذي اصبح فيه جنوب كردستان مستقلاً عن بغداد يحكم بشكل مستقل تماماً بعد ان رسخت فيه مجدداً اقدام عبد الرحمن باشا (١). وغدت فيه جميع المنطقة الواقعة بين بغداد ومصب الفرات تحت سلطة شيخ المنتفق القوي حامد الثامر (٢) الذي كان يدافع عن استقلاله ضد تطاولات
__________________
(١) Kinner; OP. Cit. T. II P. ٦١.
(٢) الصحيح حمود الثامر وهو ابن عم ثويني. وسنذكر اسمه الصحيح حيثما ورد ذكره لاحقاً. (المترجم).