باشا بغداد بقوة السلاح (١).
لقد اصبح وضع عبد الله باشا الحرج ميؤساً منه بعد ان اخذت فارس تتدخل بشكل مكشوف في شؤون جنوب كردستان ، فقد استغل فتح علي شاه عقد معاهدة صلح بخارست بين الدولة العثمانية وروسيا في ١٨١٢ فاعلن بان توقيع محمود الثاني للمعاهدة دون اعلام البلاط الفارسي بذلك مسبقاً يعد عاملاً عدائياً قامت به الدولة العثمانية ضده على اعتبار انه كان هو ايضاً في حالة حرب مع روسيا بالرغم من انه لم يكن في هذه الحرب متحالفاً مع السلطان (٢). ومنذ هذه اللحظة لم يعد حاكم كرمنشاه الامير محمد علي ميرزا يعير اهتماماً كبيراً للسلطان العثماني في العراق فبادر إلى تعيين حاكم من قبله في السليمانية بدلا من عبدالرحمن الذي لم يحظ باعجابه. وقد لجأ هذا الاخير إلى عبد الله في بغداد فقام هذا بتأكيد تعيينه في منصبه السابق لكن عبد الرحمن لم يلبث ان تصالح مع الفرس بعد ان حقق ما يريد واصبح يظهر استقلاله عن بغداد اكثر من السابق. وبادر والي بغداد لكي يخضع البيك الكردي المتمرد إلى ارسال جيش كبير ضده اجبر عبد الرحمن على ان يبحث عن ملجأ له لدى الامير الفارسي في كرمنشاه فبادر هذا إلى اجتياز الحدود العراقية واعاد عبد الرحمن إلى السليمانية بقوة السلاح (٣).
ان هذا الفشل الكبير الذي مني به عبد الله اعطى خصومه كثيري العدد الحجة التي انتظروها طويلاً لكي يعلنوا بانه غير مؤهل لحكم العراق
__________________
(١) Ritter, OP. Cit T. VII Abt. Iis. ١٠٠٢.
(٢) Von Sax, OP. Cit. s. ١٧٥.
(٣) Ibid. ١٧٦.