ولكي يثيروا استياء عاماً ضده. وقد أيد أهالي بغداد علناً استبداله بابن سليمان الكبير المشهور ، الشاب سعيد بيك الذي لم يكن يقضي وقته بالاحلام بل تمكن من ان يؤمن لنفسه اسناد شيخ المنتفق القوي الذي رفع علم الثورة لصالح تعيينه والياً لبغداد. وعندما انبرى عبد الله للمنتفقين بقواته اصيب باندحار حاسم وسقط في ساحة المعركة. وهكذا دخل سعيد باشا الذي رحب به السكان بسرور المدينة منتصراً فاضطر الباب العالي للمصادقة على اختيار اهالي بغداد هذا تجنباً لتعقيدات جديدة في هذه المنطقة (١).
وهكذا عادت السلطة في العراق مرة اخرى إلى اسرة سليمان الكبير على الرغم من ان حكم هذا الخلف الشاب لذلك الوالي المشهور كان قصيراً جداً. لقد كان سعيد باشا أو اسد باشا كما دعاه اهالي بغداد شاباً قليل التجربة ولذلك فان تقدمه في المناصب توقف بسرعة بعد ان بدأ بشكل رائع. فبعد ان احتل منصب والي بغداد اختلف مع المماليك وهو الاسم الذي كان يطلق على حرس باشوات بغداد من العبيد الجورجيين الذين كانوا السند الرئيس لكل من خلف سليمان الكبير ، بل ان سليمان الكبير هذا نفسه برز من بين صفوفهم. كما انه جانب الحذر ودخل في صراع مع الفرس لان هؤلاء عمدوا بعد ان مات عبدالرحمن الباباني في عام ١٨١٣ إلى تعيين ابنه محمود حاكماً للسليمانية وكان محمود هذا قد عاش فترة طويلة رهيبة في كرمنشاه ، فتمكن لهذا السبب من اقامة علاقات واسعة في بلاط فتح علي باشا. ولم يوافق سعيد باشا على هذا الاختيار وعين بدلا من صنيعة فارس هذا واحداً من انصاره من عائلة بابان ايضاً
__________________
(١) Ritter, OP. Cit. T. VII Abt. Iis. ٨٢٤.