هولاء البدو الخطرين على أمن البلاد. غير ان هؤلاء لم يكونوا ميالين للعودة خالي الوفاض فحاولوا في السنة نفسها أي في ١٨٣٤ نهب بغداد لكن الباشا تمكن من صد المهاجمين ثم استدعى شلاش لمساعدته فبادر هذا بالقدوم مع مقاتليه على الفور واشتبك مع عنزة عند اسوار بغداد لكن النصر كان حليف عنزة فمات شلاش في ارض المعركة وقضي على فصيله. وبعد ان سمع صفوك باندحار جزء من قبيلته على يد اعدائهم الالداء لم يصبر على العار وهب ضد عنزة على الفور. وقد احرز صفوك النصر في الصدام الجديد ولكن بصعوبة كبيرة ، فقد انجدته في اللحظة الحرجة قبيلة زبيد المتحالفة معه واستطاعت بفضل قواتها الجديدة ان تتغلب على عنزة وتبعدهم الي الصحراء. وقد اشتهر بعد هذا النصر اسم «صفوك» في العراق باجمعه واصبح له عدد كبير من الحلفاء بين القبائل العربية المحلية بحيث تحول الشمريون الذين كانوا حتى هذا الوقت مغمورين إلى قوة رهيبة تحتم على باشا بغداد ان يحسب لها الحساب.
وهكذا واجهت هذا الاخير مهمة جديدة وصعبة هي كسر شوكة شمر التي تكونت ، لحدٍ ما ، نتيجة لجهوده هو ان كان ذلك قد جرى رغم ارادته. ولم يكن علي رضا باشا يستطيع التخلص من هذا الخصم الا بالاستناد على المنتفقيين الذين يساوون شمر بالقوة ، ولهذا فقد استغل كل الوسائل المتوفرة لكي يحل بين المنتفقيين السلم الضروري جداً له. وقد تمكن من مصالحتهم بفضل موافقة الفرقاء المتنازعين كلهم على ترشيح الشيخ عيسى الذي كان يتصف بالنزعة الحربية وبالمهارة والنشاط وكان يتميز بصفات مهمة جداً في نظر العرب ونعني حُسن الضيافة والكرم إلى درجة الاسراف الذي فاق عنده كل حد ، حتى انه كان يطبخ يومياً لاطعام