المختلفة التي وعدهم بها مقابل مساعدتهم له في الاستيلاء على بغداد ، ولكن الباشا استكثر مطاليبهم فرفضها ، الامر الذي حدا بصفوك إلى ان يضرب حصاره على بغداد طيلة ثلاثة اشهر كاملة إلى ان حل الشتاء فاجبر الشمريين على الابتعاد إلى الصحراء. ولما كان علي رضا باشا لا يملك من القوات ما يكفي للقضاء على صفوك الذي كان سيعود بعد انتهاء البرد مع انصاره لمواصلة عملياته الحربية ضد بغداد فقد قرر مجابهته بالعرب انفسهم (١). وفي بحثه عن الحلفاء توجه إلى قبيلة عنزة القوية التي كانت شمر على عداء معها ، لان عنزة التي خرجت من نجد بعد شمر دخلت معهم في صراع عنيف للسيطرة على الصحراء السورية وتمكنت من ابعادها إلى ما بين النهرين وشمال العراق (٢).
بعد ان ضمن علي رضا باشا مساعدة عنزة بزرع الشقاق بين افراد شمر جربة انفسهم (٣) فعمد إلى منح «شلاش» اخي صفوك رتبة باشا وعينه شيخاً لشمر جربة بدلاً من أخيه. وبعد ان علم صفوك بوصول فصيل من عنزة يتألف من ٣٥ ألف مقاتل لمساعدة علي رضا وازدادت مخاوفة من اشتداد المنازعات في داخل قبيلته نتيجة لتعيين شلاش ، تخلى عن نيته بالاستيلاء على بغداد واسرع بالانسحاب إلى الشمال. اما حاكم بغداد الذي لم يعد بحاجة إلى مساعدة عنزة فقد قرر ان ينتهز اول حجة ملائمة لابعاد
__________________
(١) Ritter; op. Cit, T. VII Abt. IL S. ٣ FF.
(٢) Blunt, OP. Cit. vol. II pp. ١٧٥ - ١٧٩.
(٣) تعرف عشائر شمر التي تنتقل بين اورفا ونصيبين والموصل من جهة وبغداد والفلوجة من جهة اخرى باسم شمر جربة وذلك بخلاف شمر طوقه التي تشمل منطقة تنقلها المنطقة الواقعة بين بغداد وكوت الامارة والسماوة.