المنتقمين لدم الحسين (ع) تحطيماً تاماً في موضع على الفرات يقال له : «عين الوردة».
غير ان هذا الفشل لم يكبح جماع الشيعة فقد انضموا في السنة التالية إلى التمرد الذي قام به في الكوفة شخص اسمه المختار بن ابي عبيد الثقفي الذي كان في اول الامر مسلماً عادياً ثم تحول خارجياً واصبح في النهاية شيعيا (١) (٢). لقد حاول هذا الرجل الطموح ان يحصل على منصب والي الكوفة من عبد الله بن الزبير ولكنه اخطأ في حساباته وقرر ان يحقق نواياه الطموحة باسلوب اخر وذلك بالقيام بانتفاضة في العراق باسم محمد بن علي ولمصلحته ، وكان محمد هذا ابنأ للخليفة علي ولكن ليس من فاطمة ابنة الرسول (ص) وانما من بدوية من قبيلة بن حنيفة. وقد استطاع المختار ان يجذب إلى صفة زعيم الشيعة انذاك ابراهيم بن مالك الاشتر احد انصار علي (ع) المخلصين ، واعلن الجهاد ضد جميع المسؤولين عن مقتل الحسين. وكان الشمر وانصاره الذين كانوا يعيشون في الكوفة والذين قاتلوا في كربلاء ضد حفيد الرسول (ص) اول من سقط بسبب ذلك ، ثم ساد بعد ذلك في الكوفة ارهاب حقيقي وذلك لان الفرس اتخذوا من ضرورة القضاء على قتلة الحسين (ع) حجة لقتل جميع العرب الذين لاينتمون إلى انصار علي (ع) (٣). لكن جهود المختارم من اجل اثارة فتنة
__________________
(١) Dozy; Op. Cit.. ٢٢٣FF.
(٢) لم يكن مسلماً عادياً وانما كان من علّية القوم ولم يكن خارجياً وانما كان شيعياً منذ نشأته الاولى وقد نزل في داره مسلم بن عقيل (ع) سفيراً للامام الحسين إلى كونه وقد اعتقل بسبب ذلك من قبل ابن زياد وتعرض المختار لافتراءات كثيرة من قبل اعدائه بِسبب ولائه لاهل البيت (ع) وقتله قتلتهم. (حميد الدراجي).
(٣) هذا ادعاء آخر اذ لم يكن القصد إلاّ قتلة الامام الحسين (ع). (حميد الدراجي).