لقد وجهت الدولة العثمانية التي لم تتخل عن نيتها في التغلغل في نجد اهتمامها وتعاطفها نحو ابن رشيد لانها وجدت فيه حليفاً لها في المستقبل في تحقيق نواياها التوسعية. وراى امير نجد من جانبه فائدة له في اقامة علاقات صداقة مع السلطان. ولم يقتصر ابن رشيد على مجرد إعلان صداقته للسلطان ، وانما وافق على ان يكون تابعاً له ودفع لبعض الوقت جزية غير كبيرة لشريف مكة علامة على خضوعه لـ «خليفة المسلمين». ولكن ابن رشيد تحرر من هذه الجزية بسرعة لان الحكومة العثمانية عقدت معه اتفاقية خاصة التزم بموجبها بحماية قوافل الحجاج المتوجهة إلى مكة عبر ممتلكاته والتزمت الحكومة العثمانية بان تدفع له مقابل ذلك ٠٠٠ر٤٠ روبل في السنة. وقد توفي محمد بن عبد الله بن رشيد في ١٨٩٧ تاركاً وراءه ذكرى شيخ عادل كريم ومضياف إلى ابعد الحدود.
لم يترك امير حائل الذي طبقت شهرته شبه جزيرة العرب باجمعها خلفاً له لذا فقد ورثه ابن اخيه عبد العزيز بن متعب الذي كان يختلف عن عمه المشهور في الكثير من الامور. وقد قدر لعبد العزيز هذا ان يدخل في علاقات صداقة وثيقة جداً مع السلطات العراقية ذلك ان خطراً مشتركاً كان يوحد امير حائل الموجود بعيداً في قلب شبه الجزيرة والباشوات العثمانية الذين حكموا العراق ، هو الخطر الذي يمثله شيخ الكويت مبارك بن صباح. فقد وفّر مبارك هذا ملجأ عنده لعبد الرحمن بن فيصل ممثل اسرة آل سعود الذي هرب من الرياض في ١٨٩٠ بعد الانتفاضة الفاشلة التي قام بها ضد محمد بن رشيد. وعبد الرحمن هذا هو الذي كان في يوم ما رهينة محتجزة في بغداد وهو المسؤول ايضاً عن الانتفاضة التي قامت ضد العثمانيين في الاحساء عام ١٨٧٤. ولهذا فقد ادرك ولاة العراق الخطر