الذي يمثله وجود مثل هذا الامير المشاغب في الكويت على قرب مباشر من البصرة سيما انه ينتمي إلى آل سعود زعماء الوهابية واعداء الدولة العثمانية الآلداء. وفضلاً عن ذلك فان مما يزيد من مخاوف الباب العالي من لجوء أخصم بن رشيد ، حليف السلطان وتابعه ، إلى مبارك شيخ الكويت هو ان صلة الكويت نفسها بالدولة العثمانية لم تكن راسخة ابداً.
ومع ذلك فان مبارك بن صباح لم يُعطِ حتى بداية القرن العشرين حجة للعثمانيين وحليفهم ابن رشيد لان يعدوه عدوهم الصريح. وفضلاً عن ذلك فانّ ممثلي الاسرة السعودية عبد الرحمن بن فيصل وابن اخيه عبد العزيز بن سعود (١) عاشا في الكويت بعد ان لجا اليها ، هادئين بحيث اظهر انه ليس في نيتهما احياء سلطة آل سعود في وسط الجزيرة العربية. ولم يظهر خطأ هذه الافتراضات الا في ١٩٠٠ عندما تحرك مبارك بن صباح على رأس قواته إلى نجد وهدفه اعادة السعوديين إلى هناك. وقد حالف الجيش الكويتي النجاح في البداية فاستولى على الرياض ومنها انطلق مبارك الظافر نحو حائل عاصمة ابن رشيد ولكن ما ان قطع ١٢٠ فرستا (٢) حتى تصدت له في موضع يقال له : بريدة ، قوات ابن رشيد التي احرزت على الكويتين نصراً حاسماً إلى درجة انه لم ينقذهم من الفناء التام الا الاسراع بالهرب على الجمال حتى ان كل ستة منهم كانوا يتمتطون
__________________
(١) كان هذا الشاب هو الوحيد من بين ابناء الامير سعود الذي اشفق عليه محمد بن رشيد عند استيلائه على الرياض في عام ١٨٨٦ فاصطحبه معه إلى حايل. وقد استطاع عبد العزيز هذا فيما بعد الهرب من هناك إلى عمه الذي كان يعيش في الكويت.
(٢) انظر هامشنا في الصفحة ١٥ من الجزء الاول من هذا الكتاب. (المترجم).