جملاً واحداً (١).
لقد كانت النتيجة الطبيعية لهذا العداء الصريح من جانب شيخ الكويت هي رغبة رشيد في تلقين مبارك درساً قاسياً لكي يقضي على اية رغبة لديه في مساعدة ابن سعود الذي لم يكن من اقربائه أو انسبائه. وهكذا بدأ ابن رشيد استعداداته للقيام بحملة إلى الكويت واستطاع ان يجذب حلفاء العثمانيين إلى صفه في هذه المنطقة ، لانه ادرك بان حملته لكن يكتب لها النجاح دون اسناد من الاسطول العثماني وذلك لاحتمال ان يلجأ الكويتيون إلى التخلص من عدوهم باللجوء إلى سفنهم الكثيرة والذهاب بها إلى عرض البحر. وقد انتهت استعدادات الحليفين في ١٩٠١ ، غير ان الهجوم المشترك الذي كان ينويان القيام به من البر والبحر في آن واحد بحيث يهجم جيش ابن رشيد من البر في حين يقوم الاسطول العثماني بهجومه من البحر ، لم يُقدر له ان يتم لان عمارة انجليزية قوية احتلت خليج الكويت في الوقت المناسب ونزل بحارتها إلى البر لمساعدة مبارك على اتخاذ التدابير الضرورية لحماية المدينة من جهة البر (٢). وهكذا فعندما وصلت السفينة العثمانية «زحاف» محملة بالقوات إلى خليج الكويت اضطرت إلى الانسحاب على الفور فسارعت سلطات بغداد إلى اخبار اسطنبول بان شيخ الكويت مبارك بن صباح قد وضع نفسه تحت حماية بريطانية العظمى. وهذا هو في الواقع اصل «المسألة الكويتية» المشهورة التي اهتمت بها في حينه صحف العالم اجمع والتي جرى حلها فيما بعد على اساس موافقة الدولة العثمانية على المحافظة على الوضع
__________________
(١) P. ٩٨-٩٩. ,(١٩٠٣ H. J. Whigham, the Persian Problem, (London,
(٢) Whigain, OP. Cit. p. ٩٣.