القائم في الاراضي الكويتي.
لقد كانت هذه الاحداث نقطة تحول في مصير كل من اسرة آل رشيد واشرة آل سعود ففي الوقت الذي خان فيه الحظ الاسرة الاولى نهائياً على ما يبدو لمع نجم الثانية مجدداً بعد ان كان قد خمد ، فقد استطاع عبد العزيز (١) وهو الوحيد الذي ظل على قيد الحياة من ابناء الامير سعود ، ان يستولي في ١٩٠٤ باسناد من الكويت وبمساعدة عمه عبد الرحمن لاعلى الرياض عاصمة اسلافه فحسب ، بل على قسم كبير من نجد ايضاً بحيث لم يبق لال رشيد نجاحاً يذكر فحتى حملة «المشير» قائد الفيلق السادس في بغداد المارشال فيضي باشا نفسه كان مصيرها الفشل (٢).
الى هنا يكون عرضنا لتاريخ العراق وجزئه الاساس ولاية البصرة قد انتهى وهنا نسمح لانفسنا بان نقول باننا لم نطمع في ان نقدم عرضاً تاريخياً يبلغ حد الكمال بل ان هدفنا كان يقتصر على جمع كل المادة المتعلقة بتاريخ المنطقة التي تهمنا والمبعثرة على شكل نتف متفرقة في الكتب المختلفة في كل موحد وعرضها بالتتابع والترابط مع بعضها. ان مثل هذا العرض الموحد لاحداث تاريخ العراق المتقطعة عن بعضها هو على حد علمنا او تجربة في الكتابة التاريخية ، ولهذا فاننا نرجو القارىء ان يكون متسامحاً تجاه محاولتنا هذه للتأمل في سير الاحداث التاريخية في هذه المنطقة العثمانية النائية.
__________________
(١) يقع المؤلف هنا في خطأ واضح فعبد العزيز الذي اعاد الدولة السعودية والذي يقصده المؤلف هنا ليس ابن سعود بل هو عبد العزيز بن عبد الرحمن هو ابوه وليس عمه. وقد استعاد الرياض في ١٩٠٢ وليس في ١٩٠٤. (المترجم).
(٢) E Jung, Les Puissances devant la revolte arabe (Paris, ١٩٠٦), P. ٦٠.