ان مشاركة بغداد في هذه الكميات الهائلة من التمر المصدر هي في الواقع قليلة للغاية فقد بلغ المتوسط السنوي للتمور التي صدرتها إلى الهند وسوريا ومصر اسطنبول (٢٠٦٣٠) كيساً للفترة ١٩٠٣ - ١٩٠٦ و (٢٦٢٩٠) كيساً و (٢٧٦٨٠) جراب و (٢١٨١٠) صناديق في الفترة من ١٩٠٧ - ١٩١٠.
وتشير حسابات التجارة وهي حسابات تقريبية إلى ان ثلث حاصل التمر في ولاية البصرة ينقل بواسطة البواخر إلى اوربا وامريكا ، وثلثه الاخر ينقل على سفن شراعية إلى موانيء الهند والخليج الفارسي والبحر الاحمر ، اما الثلث الاخير فيبقى للاستهلاك المحلي. وكان التمر المصدر إلى امريكا يذهب إلى هناك في اول الامر عبر لندن ، غير ان سنة ١٨٩٦ شهدت اول باخرة ذهبت من البصرة إلى العالم الجديد وعليها (٥٣٠٠٠) صندوق من التمر. ومنذ ذلك الوقت اصبح نقل التمر إلى السوق الامريكي مباشرة يجري بواسطة باخرة في البداية ثم باخرتين بعد ذلك وابتداءً من ١٩٠٦ اصبح عدد البواخر ثلاثاً اضافت اليها الشركة الآلمانية (Hamburg Amerika) في ١٩١٠ باخرة رابعة. ولم تلبث دول اخرى ان حذت حذو امريكا في نقل التمر مباشرة من البصرة ، فقد نقلت شركة لود النمساوية في ١٩٠٠ مثلاً (٦٠٠٠٠) صندوق إلى النمسا و (٢٥٠٠٠) صندوق إلى المانيا. ولكي نوضح نسبة مشاركة البلدان المختلفة في استهلاك التمر المصدر ، نورد ادناه الجدول التالي المستخلص من الاحصاءات التجارية للقنصل البريطاني في البصرة والمتضمن عدد صناديق التمر والجهة التي ارسلت اليها في السنوات ١٩٠٤ ـ ١٩٠٧ :