وقيل : لا تخلطوا (١) الجيّد من أموالهم بالرّديء من أموالكم ، فإنّ فيه ظلما عليهم (٢).
وروي : أنّه لمّا نزلت هذه الآية ، كرهوا مخالطتهم. فأنزل الله ـ تعالى ـ : «وإن تخالطوهم فإخوانكم». وذلك بشرط العدل. لأنّ الله ـ تعالى ـ قال : «ويسألونك عن اليتامى ، قل : إصلاح لهم خير» (٣) روي ذلك عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ (٤).
وقال بعض المفسّرين : إنّ السّبب في الآية ، أنّ الرّجل منهم تكون اليتيمة في حجره فيعجبه مالها وجمالها. وكان يريد أن يتزوّجها من غير أن يعدل في صداقها ، فنهوا عن ذلك (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى) ؛ أي : خفتم أن لا تعدلوا. يقال : قسط : [إذا جار. وأقسط] : (٦) إذا عدل. يقول ـ سبحانه ـ : فكذلك ، فخافوا في النّساء من الجور عليهنّ في القسمة.
(فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ ، مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ).
«طاب لكم» ؛ أي : حلّ لكم.
__________________
(١) ج : لا تخبطوا.
(٢) تفسير الطبري ٤ / ١٥٤ نقلا عن مجاهد وحسن.
(٣) تفسير الطبري ٤ / ١٥٤ نقلا عن حسن.
(٤) التبيان ٣ / ١٠٢.+ مجمع البيان ٣ / ٧ نقلا عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ وعنه البرهان ١ / ٣٣٩ ، ح ٣ ونور الثقلين ١ / ٤٣٧ ، ح ٣١.
(٥) تفسير الطبري ٤ / ١٥٥ نقلا عن عائشة بطرق متعدّدة.
(٦) ليس في د.