مِنْ قَبْلِكُمْ) ؛ (١) يعني بالكتاب ، هاهنا : التّوراة (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) ؛ أي : بالقمار والسّحت والرّبا والأيمان. روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (٣).
وذكر ـ سبحانه ـ الأكل ، والمراد به : بجميع أسباب التّصرّفات بذلك.
قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ).
ويقرأ برفع «تجارة» ، أيضا. فمن نصب ، فعلى إضمار اسم «كان» ، وتقديره : إلّا أن تكون التّجارة تجارة عن تراض. ومن رفع ، فعلى معنى : حدث [ووقع] (٤).
وقال عكرمة والحسن : في هذه الآية نهي عن أكل بعضهم طعام بعض ، ونسخ ذلك بقوله ـ تعالى ـ : «ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم» (إلى آخر الآية) (٥).
وعنى بالتّراضي ، هاهنا : تراضي المتبايعين.
وقيل : عنى : ببيع (٦) الخيار ، ما لم يفترقا (٧).
__________________
(١) المائدة (٥) / ٥.
(٢) سقط قوله تعالى : (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢٥) والآية (٢٦) ـ (٢٨) وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).
(٣) البقرة (٢) / ١٨٨.+ عنه البرهان ١ / ٣٦٤ ، ح ١١.+ التبيان ٣ / ١٧٨ : قال السدي : بالربا والقمار والبخس والظلم ، وهو المروي عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ.+ ورد مؤدّاه في تفسير العيّاشي ١ / ٢٣٥ ، ح ٩٨ و ١٠٠ و ١٠٣ وعنه كنز الدقائق ٣ / ٣٨٣ والبرهان ١ / ٣٦٣ ، ح ٢ و ٤ و ٩.
(٤) ليس في أ.
(٥) تفسير الطبري ٥ / ٢٠ ، التبيان ٣ / ١٧٩.+ الآية في النور (٢٤) / ٦١.
(٦) د : بيع.
(٧) التبيان ٣ / ١٧٩.